الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ثعابين سامة فى بيت المندوب السامى!

ثعابين سامة فى بيت المندوب السامى!

وصل المندوب السامى البريطانى «لورد كيلرن» إلى مصر وظل بها لمدة 12 عامًا، وظل يكتب بانتظام مذكراته يوما بيوم عن كل شىء من مقابلة الملك فاروق ومن قبله والده الملك فؤاد وكل زعماء الأحزاب والحكومات.



لم يترك لورد كيلرن شيئًا إلا وسجله فى مذكراته التى بلغت عدد كلماتها 2 مليون كلمة كما يقول الأستاذ الكبير «كمال عبدالرءوف» الذى ترجمها وصدرت فى كتاب «الدبابات حول القصر» وكتب له المقدمة الأستاذ إحسان عبدالقدوس.

بعيدًا عن السياسة والسياسيين يتحدث لورد كيلرن أن أول ما فعله عند وصوله إلى مصر يوم الاثنين الثامن من يناير سنة 1934 أنه ذهب بعد الظهر لزيارة هرم زوسر المدرج ويقول معلقًا: «أذهلنى أن هذه الأحجار التى كنت انظر إليها عمرها أكثر من خمسة آلاف عام وتذكرت سور الصين العظيم ولكن كان يبدو من الواضح أن قدماء المصريين أكثر فنًا وإحساسًا بالجمال، كل شىء يبدو رائعًا ناعمًا ودقيقًا.

ويضيف: وصلت إلى السفارة وإلى المنزل الذى سأقيم فيه، كان يبدو لأول وهلة قبيحًا، وفى الأيام الأولى اضطررت إلى اقتراض بعض الأطباق والأكواب من فندق «سميراميس» المجاور حتى ترتب ابنتى أثاثنا!!

ويحكى لورد كيلرن هذه الحكاية الغريبة والعجيبة فيقول

ـ كان أول شىء حرصت أن افعله البحث عن طريقة للتخلص من الثعابين الموجودة فى حديقة السفارة وفى البدرومات ونصحنى أحدهم أن أبحث عن ساحر مصرى متخصص فى استخراج الثعابين من جحورها!

وفعلًا أحضر لى البوليس رجلًا مشهورًا فى هذا المجال وتوجهت معه إلى الحديقة حيث استخرج من طرفها الشمالى ثعبابًا كبيرًا من النوع غير السام وقال الرجل أن هذا النوع من الثعابين يعيش على العصافير، وتجولنا فى أنحاء الحديقة ولكننا لم نجد شيئًا بعد ذلك!

واقترح أحد حراس السفارة أن نبحث فى البدروم وتوجهنا إلى هناك، ووجدت المكان ممتلئًا بالصناديق وحقائب السفر المبعثرة فى كل مكان، وتوقف الرجل عند مكان معين وقال إن هنا ثعبانًا كبيرًا ومن المحتمل أن يكون من نوع الكوبرا!!

وبدأ الرجل يتلو أناشيده وينفخ فى مزماره حتى تمكن أخيرًا من انتزاع الثعبان من خلف كومة من الخشب القديم.

وكنت فى غاية الدهشة مما يحدث أمامى، وكان كل شىء حقيقيًا لأننى اتخذت كل الاحتياطات ضد أى تلاعب فقد قام حراس السفارة بتفتيش الرجل بدقة قبل دخوله حتى لا يخفى الثعابين داخل ملابسه ثم يزعم بعد ذلك أنه أخرجها من المكان، كما طلبت من البوليس أن يحتجز حقيبته الجلدية الصغيرة وكان بها عدد من الثعابين!

وبالإضافة إلى ذلك فإن كل مكان كان الرجل يعثر فيه على أحد الثعابين كنا نرى بوضوح آثار الثعبان على الأرض أثناء تجوله ليلًا! ولهذا فأنى مقتنع تمامًا أن الرجل قدم لنا عرضًا حقيقيًا فى فن استخراج الثعابين، وهو شىء يدعو للدهشة والاستعجاب!

والأغرب من ذلك أنه بعد استخراج ثعبان ثالث من نوع غير سام فى بدروم المفوضية دعانا الرجل لمشاهدة قدرته فى التحكم فى الثعابين! وعدنا إلى الحديقة واطلق الرجل ثعبان الكوبرا الذى اصطاده وبحركة من يده كان الثعبان ينطلق مسرعًا، وبحركة أخرى كان يتجمد فى مكانه وكان ذلك شيئًا مذهلًا!

ويختتم لوردكيلرن الواقعة بقوله: وإذا كان هناك فى الأمر لعبة من أى نوع فإنها لعبة جيدة ولكنى شخصيًا أعتقد أن ما رأيته كان حقيقيًا».

وللحكاية بقية!