السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مراكز الشباب

مراكز الشباب

الصدفة وحدها جعلتنى لا أصدق ما رأيته فى إحدى قرى صعيد مصر ،عندما زرت أحد مراكز الشباب بقرية نائية, فوجدت ما جعلنى لا أصدق ما شهدته على الطبيعة، فقد حول برنامج حياة كريمة مركز الشباب الذى كان مهجورًا  طوال سنوات عديدة, إلى مركز شباب به كل ما يحتاجه الشباب من ملاعب ممهدة، وقد تم فرش الملاعب بالنجيل الصناعى بعد أن كانت بالأسمنت المسلح، وتم بناء صالات للألعاب المختلفة من تنس الطاولة إلى ألعاب القوى، ولم يتوقف التطوير والتحديث عند بناء الملاعب وصالات الاجتماعات والمكاتب المكيفة، بل امتدت يد التطوير إلى إنشاء مكتبات ثقافية بها المئات من الكتب، التى يستطيع أى شاب أن يستعيرها أو يقرأها داخل المكتبة الموجودة بمركزالشباب، الذى تحول إلى مكان رياضى ثقافى، فنى بوجود عدد من المتطوعين لتعليم الصغار فن الموسيقى وغيرها من الفنون، الأمر الذى جعل مراكز الشباب تتحول إلى خلية نحل ،من عمال وإداريين ورياضيين وشباب صغير السن، يقبل على ممارسة رياضته المفضلة، وكبار سن يقبلون على الاطلاع على الكتب داخل المكتبة، أو حضور الندوات والدورات التدريبية الخاصة بأعمارهم، أو ممارسة رياضة المشى.



مراكز الشباب فى مصر ظلت فى القرى والنجوع طوال العقود الماضية عبارة عن خرابة بكل ما تحمله الكلمة، كانت طاردة للشباب، وعدد قليل منها فقط هو الذى كان يعمل بإمكانيات ضعيفة جدا لممارسة كرة القدم فقط، وكأن الرياضة بكل أنواعها اختصرت فقط فى كرة القدم.

عشرات بل مئات من قرى صعيد مصر، ظلت طوال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وحتى أوائل الألفية الحالية لا يوجد بها مراكز شباب، والموجود منها ضعيف الإمكانيات، العاملون فيها لا يذهبون إلى أعمالهم إلا للتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف فقط، إلا من رحم ربى، وكان أبلغ تعبير عن هذه المراكز هو ما جسده الفنان عادل إمام فى الفيلم الشهير التجربة الدنماركية، عندما كان يؤدى دور وزير الشباب والرياضة وأراد أن يزور مركز شباب بإحدى القرى النائية، فوجده بلا أسوار وترعى فيه الأغنام والمعيز، ومدير المكتب والعاملون فيه يشربون الشيشة، ولم يجد أى نوع من الرياضة داخل مركز الشباب يمكن أن يمارسها شباب هذه القرية.

حتى كانت السنوات الأخيرة التى أطلق فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى برامج الاهتمام بالشباب، والتى حولت مراكز الشباب فى كل ربوع مصر، إلى مراكز شباب حقيقية تضاهى مراكز الشباب فى الكثير من دول العالم.

فالتطوير الذى شاهدناه فى مركز شباب الجزيرة الذى أصبح من أهم مراكز الشباب فى الشرق الأوسط وأكثرها تطورًا أصبح نموذجًا يحتذى به فى الداخل والخارج، ففى الكثير من القرى تم تطوير مراكز الشباب بعد أن تم إمدادها بكل المعدات التى يمكن أن تخرج أبطالًا يشاركون فى الأوليمبياد، ويستطيعون تحقيق ميداليات فى كل الرياضات، والجميل فى الأمر أن وزير الشباب أشرف صبحى يتابع كل كبيرة وصغيرة فى هذه المراكز.

مراكز الشباب فى مصر، عانت فى فترات طويلة من الإهمال والمشاكل الإدارية أعاقت الكثير منها عن تأدية وظيفتها الأساسية، وهى توفير فرصة حقيقية للشباب لممارسة النشاط الرياضى بأقل التكاليف، وكان الحل هو إزالة المعوقات بحلول ابتكارية وليس القضاء على الرياضة، خاصة أن مراكز الشباب تستطيع مع الأندية خلق جيل من الشباب الواعى صاحب البنيان السليم.

رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كل المحافل، وفى مؤتمرات الشباب، واضحة، وصريحة، بأن مقياس الدول المتحضرة المهتمة بأبنائها وصحة شعبها من اهتمامها بممارسة الرياضة لكل أفراد الشعب.