الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إنجاز طارق الشناوى

إنجاز طارق الشناوى

تقليد تكريم النقاد فى المهرجانات السينمائية والفنية عموما أصبح من الإضافات المهمة تقديرا لدور النقد باعتباره ترمومترالأداء الإبداعى وجزءا من الحركة الفنية.



وفى العادة يكرم المهرجان أصحاب البصمة فى هذا السياق فى حدود المهرجان الاقليمى، لكن عندما يكرم مهرجان عربى ناقدا او كاتبا لإسهاماته خارج حدوده الإقليمية لا بد أن نتوقف ونتأمل قيمة هذا التكريم الفريد من نوعه خصوصا ان المهرجان يقام فى دولة شقيقة وقريبة من قلب وعقل كل مصرى ولا تبخل عن تكريم كل مبدع فى الوطن العربى. [أقول قولى هذا وإليكم خبر التكريم بالتفصيل:

قررت إدارة مهرجان العين السينمائى فى دورته الرابعة والذى يقام تحت رعاية معالى الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبي، وبحضور معالى الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان، تكريم الناقد السينمائى طارق الشناوى بمنحه جائزة الإنجاز عن مشواره النقدى فى السينما المصرية والعربية والأجنبية على مدى ثلاثين عامًا يرأس طارق الشناوى فى هذه الدورة لجنة تحكيم مسابقتى الأفلام الخليجية القصيرة والطويلة، وذلك فى مؤتمر صحفى رسمى حضره كل من عامر سالمين المرى مؤسس ومدير عام المهرجان، وسعيد سالمين المدير الفنى لبرنامج سينما العالم، وإيفان خضير مدير العمليات، والذى تنطلق فعالياته فى مدينة العين، فى الفترة من 23 حتى 27 يناير الجاري، تحت شعار «سينما المستقبل»، ويستمر المهرجان فى تقديم وعرض باقة من أبرز الأفلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية المتميزة، منها عروض أولى وحصرية على شاشات «العين السينمائي».

والذى يحمل فى جعبته هذا العام عددًا من المبادرات الجديدة والبرامج المختلفة واتفاقيات فى خدمة «الفن السابع» فى الإمارات، ليكون المنصة الأبرز لدعم صناع السينما والمواهب الإبداعية المحلية، وتقديم أفضل إنتاجات السينما فى المنطقة.

[إن تكريم طارق الشناوى عميد نقاد الفن فى مصر ليس تكريما لروزاليوسف قبلة المبدعين والقوة الناعمة من نجوم الشعب بل تكريما لحركة النقد فى مصر ومكانتها الكبيرة والتى مرحت فيها موهبة الناقد القدير على مدار اكثر من ربع قرن فضلا عن تأكيد دور مصر الريادى وتأثيره فى المنطقة العربية.

[الناقد الكبير فى الحقيقة يمثل مدرسة نقدية متخصصة فى فنون الابداع والتنوير ومنصة ابداع متنقلة لها اتباع ومريدون فى الوسط الفنى وخارجه، ويمثل تراثه النقدى جزءا لا يتجزأ من تراث روزاليوسف المجلة السياسية الاولى فى الشرق الاوسط، والتى تمتعت بثوابتها الفنية والابداعية على مدار 96 عاما بفعل چينات موروثة من مؤسستها السيدة فاطمة اليوسف او سارة برنار الشرق وسيدة المسرح الاولى، وامتدت الى اسماء خالدة فى بلاط صاحبة الجلالة من محمد التابعى واحسان عبد القدوس واحمد بهاء الدين وفتحى غانم وصلاح حافظ، ولكل هؤلاء مدرسته الخاصة ورغم براعتهم فى الكتابة السياسية فإن لكل منهم ابداعاته فى معارك التنوير والوعى، وكان طارق الشناوى خير خلف لخير سلف فى مضمار الابداع وتأريخ الحركة الفنية فى مصر بخلفية ثنائية الابعاد من اساتذته فى مدرسة روزاليوسف وچيناته الوراثية التى تسبح فى بحور العبقرية والابداع نسبة الى اعمامه الاستاذين العظيمين كامل الشناوى ومأمون الشناوى، وهما من ابرز اولياء مصر المبدعين فى الشعر والادب وفنون الكتابة..» طارق «نهل من روافد هذا النيل العظيم وكل هؤلاء بحب وصدق وايمان واسس مدرسته النقدية باقتدار بشخصيته الخاصة وثقافته الموسوعية العميقة.

[على المستوى الشخصى وقت رئاسته لقسم الفن والثقافة برواليوسف فى اوائل الألفية الجديدة تعلمت منه الكثير على مستوى اسلوب التفكير وخلق الفكرة بل والكتابة الصحفية، فسطر واحد يخرجه بتلقائية يخلق مساحات من الابداع، بل كان لمجرد كتابته كما يقول بدون توقف كفيل بنسج خيوط خبطة صحفية مدوية بدون تدخل شخصى أو إضافة وبلغة صحفية رشيقة وجاذبة، ولم يقتصر عطاء الناقد الكبير على مستوى العاملين معه بل انه لم يبخل بهذا العطاء على كل من يتحدث معه سواء بمقابلة او عن طريق الهاتف فما يقوله طارق لا يحتاج سوى الكتابة وراءه وبالحرف الواحد، وكان هذا يكفى لكتابة خبر او تقرير او تحقيق او مقال مسحوقا بفكر الاستاذ والساحر الأعظم ومدينا له بالولاء وبفخر كبير.

••

 أخيرا.. أقر أنا الموقع أعلاه أنى تعلمت من الاستاذ «طارق الشناوى» أكثر مما تعلمت من الكتب، واعترف ومعى جيلى كله أنه كان رافدا من روافد نيل روزاليوسف العظيم فى النقد والتنوير بفكره الذى لا ينضب.. وكل التقدير لمعالى «آل نهيان» و«آل سالمين» ومهرجان العين السينمائى بأبوظبى، هذا التكريم الفاخر والفريد من نوعه لمصر ولمبدعيها، تكريم لمن يستحق ولمن هو أحق.