الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ياما فى الجراب يا «حفظى»

ياما فى الجراب يا «حفظى»

مشكلة فيلم الأزمة «أصحاب ولا أعز» ليس لأنه يطرح بجرأة بعض المشكلات الحساسة الموجودة فى المجتمع ومن صلبه والمسكوت خصوصًا عنها وسبق أن قدمتها السينما فى أعمال متعددة أثارت ضجة كبرى وإذا كانت هذه الأعمال قد طرحت فى فترة إغلاق كل مجتمع على نسقه الأخلاقى وأثارت جدلا واسعا بينما الآن نعيش فى واقع مفتوح أو قرية صغيرة وكل شىء فيه مباح مادام هناك قوة لازمة لتحقيق هذا الشىء. وليست الأزمة فى عرض الفيلم على منصة نيتفيلكس وهو بالتالى لا يخضع للرقابة ومحصور فى المشتركين فيها وبالتالى فهو يعامل كمنتج حسب الرغبة ووفقًا للمرحلة العمرية كما كشفت المنصة وليس إذن مطروحا للعرض العام وفقا لمواصفات النقابة. أضف إلى ذلك وبشفافية أن الفيلم أيضا لا يدخل فى بند الإبداع لأنه منقول حرفيًا « مشهد مشهد» من الفيلم الإيطالى perfect strangers (غرباء بالكامل) والإبداع مقصور فيه حرفيا على موهبة منى زكى وقدرتها على التقمص مع باقى أبطاله.



أما الأزمة فأصبحت تنحصر فى وجود الفنانة» منى زكى» بطلة للفيلم، هذه النجمة التى تحتفظ بصورة مثالية أفلاطونية بين نجمات الجيل الحالى رغم أن من حقها أن تجسد كل الشخصيات ولا تمثل نفسها على الشاشة وإذا جربت تجنيبها من أفيش الفيلم لكانت الأزمة أقل جدلا.

المشكلة الحقيقية بالنسبة لى هى ارتباط الافلام التى تثير عاصفة من الجدل بمنتج واحد وهو «محمد حفظى» بدءا من فيلم» اشتباك «بعد ثورة يناير2011 والذى يكشف تعاطفا مع الجماعات الارهابية ثم فيلم «ريش» الذى أظهر الفقر الوحشى متجاهلا مبادرة حياة كريمة واعادة بناء مصر وما أعقبه من هجوم شرس على من وراء الفيلم ثم سرعان ما ظهر فيلم «أميرة» الذى اتهم بأنه يشكك فى نسب أطفال الحرية الفلسطنيين والذى تبرأت منه السلطات الأردنية وقالت إنه لا يمثلها وطالبت بسحبه من الترشيح فى بيان رسمى بتهمة أنه يروج   خبيثة وأخيرا فيلم» «أصحاب ولا أعز» الذى طرح منذ 5 أيام فقط وقامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن ما بين رافضون للفيلم بل اعتباره جريمة يعاقب عليها القانون وبأنه ليس عملا إبداعيا لأنه مأخوذ عن فيلم إيطالى تم تكراره 18 مرة.. كما أنه يحوى 20 لفظا إباحيا.. كيف يتم الدفاع عن المثلية الجنسية ونحن فى مجتمع شرقى، والمثلية فى ثقافتنا فجور وفسق. 

وتمت محاكمة الكثير بسبب المثلية.

 وبين مؤيدوين له تحت مواثيق الإبداع وبأنه لا يخضع لأحكام أخلاقية، وأن دور الفنون والقوى الناعمة أن تعالج القضايا الشائكة، وأن تدق ناقوس الخطر على ظواهر كثيرة قد تتسرب لمجتمعنا، ويجب أن يتصدى لها فنانو مصر ومبدعوها بأعمالهم، والتى تكشف كثيرا منها وتعطى رسالة لتنبيه الجميع، وهذا هو دور الفن فى عمومه، ودور فنون التمثيل خصوصا هذا ما أشارت إليه نقابة الممثلين دفاعا عن منى زكى التى تتعرض لأكبر حالات التنمر فى تاريخها.

«محمد حفظى «أصبح الوكيل الحصرى والعضو المعتمد من جهة مجهولة فى إثارة الأزمات والجدل فى الشارع السينمائى وأنه بحكم موقعه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى استغل المنصب المرموق بعقد صفقات مع جهات غامضة تسعى لترويج فكرها وتركت له حرية أن يمرح فى المكاسب التى يحققها على المستوى المادى.

أما المفاجاة الكبرى التى تطرح العشرات من علامات الاستفهام والتعجب والتى ربما تكشف عن أغراض مشبوهة وتدعم تورط فيلم «أصحاب ولا أعز» مع مشروع ليلى الداعم للمثلية الجنسية، فقد فجرها كارل جرجس وهو أحد أعضاء الباند عبر صفحته الخاصة على الموقع الشهير انستجرام عن أن الفيلم تم تصويره فى منزله، فى تلميح واضح منه إلى فيلم «أصحاب.. ولا أعز».

والمعروف أن باند مشروع ليلى أعلن بوضوح فى أكثر من حفلة غنائية له دعمه للمثليين جنسيا ورفعوا الأعلام الخاصة بهم وهذا جاء تزامنا مع الاتهامات الشديدة التى وجهت لصناع فيلم أصحاب ولا أعز بدعمهم للمثلية الجنسية.

[فيلم أصحاب ولا أعز بطولة منى زكى وإياد نصار ونادين لبكى وتدور أحداثه حول مجموعة من 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن أداء لعبة ترفيهية، حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة التى تأتى لهذه الهواتف على مرأى ومسمع من جميع الحاضرين على طاولة العشاء.

وسرعان ما تتحول اللعبة التى كانت فى البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التى جاءت إلى الهواتف المفتوحة، والتى لم يكن يعرف بها أحد، بمن فيهم أقرب الأصدقاء وتتضمن شذوذا وواقيات ذكرية وخيانات وألفاظا خارجة.

 هذه هى القصة أما ميتافيزيقا الفيلم ورسائله فهى ليست «حفظى حفظك».