الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مجدى يعقوب ومذيع الجهل النشيط!

مجدى يعقوب ومذيع الجهل النشيط!

فى لمح البصر طارت الفضيحة الإعلامية التى جرت على شاشة قناة «الحدث اليوم» إلى كل فضائيات الدنيا من الـ«بى.بى.سى» إلى عشرات المحطات الأخرى!



فضيحة بجلاجل ارتكبها مذيع أحمق ولا أعرف على أى أساس أصبح مذيعًا ومقدمًا لبرنامج عندما أذاع على المشاهدين مكالمة تليفونية على الهواء مباشرة مع الدكتور السيد مجدى يعقوب ثبت كذبها وفبركتها وأن المتصل ليس د.مجدى يعقوب إطلاقا.

وأعترف لكم أننى أول مرة أسمع باسم هذا المذيع شريف عادل ولم يسبق لى أن شاهدت زميلته فى نفس البرنامج «نوران محمود» ولم أسمع باسمها أو رؤية طلعتهما البهية المشرقة إلا بعد حدوث الفضيحة!

بطبيعة الحال قامت الدنيا ولم تقعد واتخذ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرارًا بإيقاف البرنامج «الحياة أحلى»، كما قامت القناة من جانبها بإيقاف البرنامج ومنع ظهور المذيع والمذيعة على شاشة الحدث اليوم نهائيًا واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاههما وهو قرار يستحق الاحترام من إدارة القناة.

ولن تكون تلك الفضيحة نهاية المطاف، طالما غابت المهنية والكفاءة والموهبة عن شاشة أى محطة تليفزيونية ولا أحد يعرف بالضبط معايير قبول وظهور مذيعة أو مذيع على شاشة أى فضائية؟! خاصة فى الفضائيات الخاصة التى تملأ سماوات العالم العربى!

ناس ملأت الشاشات جهلًا فاضحًا وفادحًا طوال ساعات البث، هبد وهرى وفبركة وكذب وتزوير وكله عندهم زى بعضه، وكل من فشل فى أن يجد وظيفة أو عملا اتجه إلى مجال العمل الإعلامى، ولتذهب الموهبة والمهنية إلى الجحيم.

هل يوجد فى أى قناة خاصة لجان تختص باختبار هؤلاء فى سلامة النطق والمعلومات العامة والوجه المقبول والشخصية ومدى جديتها أو تفاهتها؟! صلاحيتها أو عدم صلاحيتها!!

إن الجيل الذهبى من أبناء وبنات التليفزيون المصرى عند نشأته خاضوا دورات عديدة استمرت لشهور قبل أن يظهروا على شاشة التليفزيون، وتولى تدريبهم أساتذة الإذاعة من الرواد الأوائل، لقد أصبح ذلك كله مجرد تراث وذكريات لا وجود لها!!

وفى زمن البث المباشر حيث أصبحت معظم البرامج تبث على الهواء مباشرة وتتلقى اتصالات المشاهدين جاءت المصيبة الأكبر والفضيحة الأعظم، حيث يبدأ المُشاهد اتصاله بتحية المذيعة وجمالها ورقتها وثقافتها العالية وحضورها ولباقتها، وتتنهد المذيعة سعيدة مسرورة مبتهجة بهذا المديح الذى لا علاقة له على الإطلاق بموضوع برنامجها الذى تحاور فيه ضيفها الكاتب السياسى عن الأزمة الأوكرانية!

والمذيعة تعرف وكل أسرة البرنامج تعرف أنها مكالمات مفبركة ومعدة مسبقًا، ولكن لا شىء يهم بل إن هناك بعض المتصلين احترفوا هذه الاتصالات وفى كل أنواع البرامج من السياسة والاقتصاد إلى الطبخ وبرامج التوك شوز!!

وفى زمن ما - مضى وانقضى - كانت المذيعة تخشى أن تنطق اسم بلد أوسياسى غربى بالخطأ لأنها تعلم أن أصحاب الأعمدة الصحفية الكبيرة من مصطفى أمين وأنيس منصوروأحمد بهاء الدين سيكونون لها بالمرصاد فى مقالاتهم.

الآن لم يعد أحد يستحى إذا أخطأ فى حق المهنة أو المشاهد لا أحد يعتذر وأغلبهم ينطبق عليه عبارة عميد الأدب العربى د.طه حسين عندما هاجمه أحدهم فقال العميد: هذا جاهل رضى بجهله ورضى جهله عنه!! أو بتعبير أستاذنا أحمد بهاء الدين صاحب عبارة «الجهل النشيط»!!

أن تكون جاهلًا فهذا حقك - وهو حق من حقوق الإنسان - لكن لاتفرض جهلك على المُشاهد المسكين، فقد أصبحنا نحن المشاهدون كالأيتام على مائدة اللئام!!