عصام عبد الجواد
التيك توك وأضراره
يعتبر برنامج التيك توك tiktok هو أحد أهم وأشهر تطبيقات التليفونات المحمولة للتواصل الاجتماعى وقد حصل على شعبية كبيرة جدًا بين مستخدمى التليفونات المحمولة فى جميع أنحاء العالم خاصة بين شريحة معينة من متوسطى الأعمار من المراهقين والأطفال حيث يسمح هذا التطبيق للمستخدمين بصناعة مقاطع فيديو قصيرة لا تتعدى 20 ثانية وأحيانًا أقل من ذلك مع إمكانية مشاركة أكثر من شخص من المتابعين على نفس البرنامج. ورغم أننى لم أكن أشاهده أو أعرف عنه أى شىء ولا أستخدمه أو أشاهده فى حياتى اليومية إلا نادرًا إلا أننى بعد أن لاحظت الكثيرين من الشباب والأطفال يستخدمون ويقبلون عليه بشكل كبير تناقشت مع عدد كبير منهم عن الحالة التى تسبب فيها هذا البرنامج فى المجتمع العربى والإسلامى المحافظ، إلا أننى بعد مناقشات عديدة مع هؤلاء الصغار عن أضرار هذا البرنامج أوالمنتج الغربى الذى يقدم كل ما هو قبيح وغير مفيد فوجئت بأن هؤلاء الصغار أكثر فهمًا ومعرفةً منا نحن الكبار.
وبعد حوار ومناقشة استخلصت منهم أن هذا التطبيق لمشاهدته والاستفادة منه يجب أن يتم تنظيم الوقت حتى لا نضيع وقتنا طوال اليوم فى أشياء تستطيع أن تسرق منك وقتك وأحيانًا مالك وجهدك ولا بد من التوعية والإرشاد والنصح المستمر لتقويم السلوك وتعليم الأبناء والفتيات عادات المجتمع العربى وأوامر الدين الإسلامى التى تبين الحلال من الحرام وتبين أيضًا الفرق بين عادات وتقاليد المجتمع الشرقى من المجتمع الغربى ولا بد من تنظيم وقت استخدام التليفون المحمول حتى لا يصل استخدام إلى عملية إدمان خاصة لدى الأطفال والمراهقين والتى قد تؤدى إلى عملية إدمان مع العزلة الاجتماعية وغيرها من الأمراض النفسية التى قد تصيب أبناءنا ونحن لا ندرى.
وقد يؤدى استخدام هذه البرامج لفترات طويلة إلى فقدان الشهية لدى بعض مستخدميه بالإضافة إلى اتباع أنظمة غذائية غير صحية كما تزداد نسبة إصابة الفرد بأعراض التوتر العصبى والنفسى وأمراض الضغط والسكر وغيرها من الأمراض الخطيرة.
وهناك من يصاب بهوس الشهرة حيث يعتبر التيك توك إعلامًا موازيًا للتليفزيون ونجوم السينما مما قد يؤدى بصاحبه إلى أعمال ضارة وخطيرة لجذب المتابعين أو المشاهدين وفى بعض الأحيان إذا كانت الأسرة لا تتابع أبناءها الذين يستخدمون هذا التطبيق فقد يتسبب فى دخول أبنائهم السجن بسبب قضايا التنمر والسب والقذف ونشر العرى أو الترويج للفسق والفجور كما حدث لعدد من الفتيات فى الشهور الماضية وهناك من يستخدمه لترويج المخدرات وكل ما يخالف القانون لجذب المتابعين والتفاعلات، كما قد يسبب التقليد الأعمى للآخرين إلى إيذاء النفس أو الانتحار فى حالة الفشل فى الحصول على الشهرة أو المال.
وفى نهاية الأمر اكتشفت أن هذا التطبيق القادم من الصين ما هو إلا برنامج ينتهك خصوصية المستخدمين وجميع معلوماتهم والتجسس على هواتفهم وسرقة بياناتهم الشخصية ولذلك فهناك عدة دول مثل الهند وباكستان قامت بحظره فعلًا باعتباره خطرًا أمنيًا ومصدرًا لنشر المحتويات غير الأخلاقية.