الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أمنمحات الثانى 1878-1843 قبل الميلاد

أمنمحات الثانى 1878-1843 قبل الميلاد

الفرعون الثالث من الأسرة الثانية عشرة والده الفرعون سنوسرت الأول من زوجته الملكة نفروالثالثة، جلس على العرش خمسة وثلاثين عاما، أمضى جزءا منها كشريك فى الحكم مع أبيه وسلفه سنوسرت الأول، وجزءا مع ابنه وخليفته سنوسرت الثانى. أقام هذا الملك علاقات تجارية عديدة مع مراكز التجارة الخارجية مثل بلاد بونت، وفلسطين السورية، وحتى مع قبرص. لم يكن كأبيه أو جده فى نشاطه الحربى أو المعمارى، فقد كانت الحالة الداخلية مطمئنة ويعمها الرخاء بفضل جهود من سبقوه ,كما كانت له صلات صداقة ومودة بغيرة من أمراء سوريا وفلسطين.



جاءتنا المعلومات عن فترة حكم أمنمحات الثانى من لوحة ذكر عليها جزءا من تاريخ حكمه ووجدت هذه اللوحة فى معبد بتاح فى منف (البدرشين حاليا) عاصمة مصر القديمة بالقرب من الفيوم، ومنها نعرف أنه قام بحملة على جنوب فلسطين والتى تم خلالها تدمير مدينتين. كما تذكر اللوحة حضور أمراء ومندوبين أجانب إلى ملك مصر، كما تذكر باستفاضة هدايا الملك إلى عدة معابد فى مصر.

ومن المعروف بالتأكيد هو علاقاته التجارية مع جزيرة كريت ولبنان، وكذلك إرساله حملتين إلى بلاد بنت على البحر الأحمر كما أن أهم سجل من سجلات الأعمال التى قام بها أمنمحات الثانى فى بداية حكمه هى الموجودة على بقايا ما يطلق عليه حوليات أمنمات الثانى والتى تم الكشف عنها فى منف. وهى تنص على سجلات التبرع إلى المعابد، وأحيانا على الأحداث السياسية. ومن بين الأحداث السياسية نجد ذكر لحملة عسكرية داخل قارة آسيا تم فيها تدمير مدينتين - لؤى ولاسى - لا يزال غير معروف موقعهما، ومجيء حاملى الجزية من آسيا وبلاد كوش. كما تم التعرف على العديد من الحملات المخصصة للتنقيب عن المعادن تحت حكم الملك إمنمحات الثانى: على أقل تقدير ثلاث حملات إلى سيناء، وحملة إلى وادى الجواسيس (العام 28) وحملة للبحث عن حجر الجمشت فى وادى الهودى. ومن المعروف عنه أنه قد أمر بأعمال إنشائية فى هليوبوليس (عين شمس)، وهيراكليوبوليس (أهناسيا)، ومنف، وشرق الدلتا، وإعادة بناء فى معبد مدمر هرموبوليس (الأشمونين).. ونجد أن أشهر ما تم العثور عليه من آثار مرتبطة بالملك أمنمحات الثانى هو تمثال تانيس لأبوالهول الكبير وهو موجود الآن بمتحف اللوفر. 

كما تم الكُشف فى بلدة «طود» عام ١٩٣٦ عن كنز فى أساس معبد منتو والذى يرجع عهده إلى الأسرة الثانية عشرة من عهد الفرعون «أمنمحات الثانى»، ويشتمل على أربعة صناديق من البرونز نُقش عليها اسم الفرعون «أمنمحات الثانى»، وقد وجدت كلها مملوءة بأوانٍ من الذهب والفضة يربى عددها على مائتى آنية، وكذلك وجد من بين محتوياتها سبائك من الذهب والفضة وكمية عظيمة من الخرز والأسطوانات «البابلية» والتعاويذ المصنوعة من اللازورد .وجدير بالذكر أن بعضا من هذه القطع هى من صنع منطقة بحر إيجة، مما يدل على التواصل الموجود فى الدولة الوسطى بين الحضارة المصرية والحضارات الأجنبية.

ويعتبر الهرم الأبيض من أهم الآثار التى خلفها الملك أمنمحات الثانى ويوجد فى دهشور، وقد عثر بجانبه على مقابر الأميرات إيتا، خنومت، إتيى عويرت وست حتحورمرت. وقد عُثر على تشكيلة كبيرة من الأثاث الجنائزى فى تلك المقابر بما فيها توابيت خشبية وقوارير عطور من الألباستر وخزانات كانوبية. وكان هناك كم كبير من الحلى الجميلة فى مقابر إيتا وخنومت. ولا نكون مغالين إذا قلنا إذن إن مجوهرات «دهشور» شاهد على وجود مجتمع لا يقل عن مجتمعنا الحالى إن لم يكن أرقى منه فى الذوق الفنى، وذلك منذ أربعة آلاف عام.