الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أزمة أوكرانيا وحرب الفضائيات العالمية!

أزمة أوكرانيا وحرب الفضائيات العالمية!

بينما تدور المعارك على «الأرض» بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية وسط غضب عالمى وعقوبات لا نظير لها على روسيا.. وبينما يتساقط المئات من القتلى هنا وهناك أى من روسيا وأوكرانيا تدور حرب أخرى فى السماء بين الفضائيات!



رغم أنفها دخلت القنوات الفضائية العالمية طرفًا فى هذه الحرب وكل قناة تخدم الأجندة التى تتبعها دولتها، وفى هذه المعركة بين القنوات الفضائية توارت معايير المصداقية والمهنية والرأى والرأى الآخر!

والآن بدأ فصل جديد فى حرب القنوات الفضائية ومنذ بداية الغزو الروسى فقد قرر الاتحاد الأوروبى حظر وسائل الإعلام الروسية ومنع بثها فى دول الاتحاد وهما «روسيا اليوم وسبوتنيك» أشهر فضائيتين روسيتين تحت زعم أنهما تبثان الأكاذيب وتبرر حرب بوتين على أوكرانيا!!

نفس الإجراء قامت به ألمانيا واتهمت القناتان الروسيتان بأنهما أداة دعاية للكرملين وبوتين!!

ولم تسكت روسيا على هذا الإجراء فقامت من جانبها بإغلاق قناة «دويتشه فيله» الألمانية، بل إن روسيا قامت بإغلاق محطة إذاعية روسية «صدى موسكو» بسبب تغطيتها للغزو!!

وتكرر نفس الشىء مع محطة بى . بى . سى البريطانية وفرضت روسيا قيودًا صارمة لمنع الوصول إلى موقع بى . بى . سى الناطقة بالروسية!!

وقررت بريطانيا حظر قناة روسيا اليوم من العمل عبر أى منصة بريطانية، وقالت وزيرة الثقافة البريطانية فى حديث أمام مجلس العموم البريطانى إن قناة روسيا اليوم لن تعمل فى أى منزل بريطانى بأى وسيلة.

وكان تعليق التليفزيون الروسى على هذا الإجراء هو قوله: «لقد انهارت أخيرًا واجهة الصحافة الحرة فى أوروبا».

باختصار شديد عشرات ومئات القنوات والمواقع الأخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى تم إغلاقها وحظرها سواء من جانب روسيا وحلفائها الذين يعدون على الأصابع أو من جانب أمريكا والاتحاد الأوروبى!!

واللافت للنظر ويدعو للدهشة أن كل المنظمات العالمية المتخصصة فى الإعلام صامتة، وشعارها لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم!! ولم يصدر بيان واحد يعترض على تقييد حرية الإعلام أو قمع حرية البث التليفزيونى!!

لم أسمع صوتًا أو كلمة لأحد مسئولى هذه المنظمات يدين أو يشجب حظر قنوات فضائية أو التشويش عليها، لم أقرأ بيانًا لها يدين الأكاذيب والافتراءات والتزوير الذى تمارسه هذه القنوات ويقع ضحيته المشاهد الغلبان المسكين الذى تم غسيل مخه!!

نفس هذه المنظمات العالمية تنتفض وتملأ الدنيا صراخًا وبكاء وعويلًا إذا قامت دولة بإغلاق قنوات متطرفة تحرض على قتل رجال الجيش والشرطة! وكانت لدينا فى مصر أثناء حكم الجماعة الإرهابية قنوات لا تستحى ولا تخجل من ذلك التحريض على الدولة ومؤسساتها.

وعندما أغلقنا هذه القنوات المجرمة راحت المنظمات الدولية - ومنها مراسلون بلا حدود وغيرها تتباكى على تقييد وقمع الحرية!!

وهذه المنظمات الدولية تبكى على أحوال ومآسى ضحايا الحرب الأوكرانية وتنسى تمامًا ما جرى للملايين الأبرياء فى سوريا وليبيا والعراق، ونسوا ما قامت به الدول الكبرى من تدمير وتفكيك هذه الأوطان الشقيقة!

إنها المصالح فقط وليس شيئًا آخر، ولتسقط كل الشعارات التى يتشدقون بها ليل نهار!