الخميس 21 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العائش فى الافتراضى

العائش فى الافتراضى

بعكس عنوان رواية أديب مصر العالمى نجيب محفوظ “العائش فى الحقيقة” - والتى تتناول شابًا فرعونيًا مولعًا بالبحث عن الحقيقة وخاصة حقيقة التوحيد - أتى لقاء مارك زوكربرج مؤسس شركة ميت-فيسبوك سابقا- فى حوار إذاعى على شبكة الإنترنت Podcast مع المذيع الشهير ليكس فريدمان مدته حوالى ساعتين صرح فيه بأن مستخدمى الميتافيرس فى المستقبل سيعيشون فى الواقع الافتراضى أكثر من الواقع الطبيعى.



يشير إلى أنه فى غضون من خمس الى عشر سنوات ستكون الغلبة لهذا الواقع الافتراضى الجديد حيث سيقوم المستخدمون بارتداء النظارات المخصصة للولوج إلى هذا العالم الافتراضى فور استيقاظهم من النوم وربما سيستمرون فى ارتدائها حتى ميعاد الخلود الى النوم فى المساء مع فترات قليلة جدا سيقومون فيها بخلع تلك النظارات ومشاهدة الواقع الطبيعى لفترات قصيرة ثم يعاودون ارتداءها مرة أخرى.

تحدث مارك زوكربرج فى اللقاء أيضا عن ما لاحظه المتخصصون فى مجال الوسائط المتعددة والجرافيكس من أن الميتافيرس حتى الآن ماتزال فقيرة فنيًا من جهة شكل هذا العالم وأيضا الافاتار-القرين-المستخدم فمازال يحتاج إلى الكثير من العمل ومن الوقت ليصبح أقرب إلى الشكل الطبيعى للإنسان، أشار أيضا إلى ملاحظة مهمة وهى أن الافاتار بوضعه الحالى لا يزال دون ارجل يمشى بها وهو ما سيقوم بإضافته فى المستقبل القريب. الحديث امتد وتشعب ومن الموضوعات التى تم الإعلان عنها هى قرب الانتهاء من تصميم أكبر جهاز حاسب آلى على مستوى العالم يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعى هذا الذى أطلق عليه RSC وهى اختصار لجملة Research SuperCluster.

هذا التصريح الذى لم يتوقف الكثيرون عنده أعطى انطباعًا بأن الميتافيرس كما يتصورها الناس لن تكون جاهزة فى المستقبل القريب ولكن بخصوص أن المستخدمين سيقومون بالبقاء داخلها أكثر من بقائهم فى العالم الطبيعى فهو أمر يراه مارك زوكربرج متوقعا جدا ببساطة لأنه قد أشار بالقياس إلى استخدام شبكات التواصل الاجتماعى بصورتها الحالية-ثنائية الأبعاد-وهو ما يستغرق بعض المستخدمين تماما لمدد زمنية كبيرة تؤكد أن الجميع يرغب فى الهروب من واقعه الطبيعى لسبب أو لآخر.

فى الحقيقة وبالرغم من أننى معجب بنجاح هذا الشاب الصغير إلا أننى لا اشعر بأى إثارة أو تشويق عندما استمع إليه يتحدث لأنه يستخدم كلمات مطاطة ولا يتحدث بصورة مرتبة فبعد دقائق معدودة أشعر بأنه مثل حلوى “غزل البنات” المنتفخة بشدة كبيرة الحجم ولكنها لا تحتوى إلا على القليل من السكر.