الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المجـد للاختيـار

المجـد للاختيـار

كل الشواهد تقول- ونحن على بعد 10 أيام من الشهر الكريم -  إن هذا الموسم الدرامى الرمضانى القادم سيكون حافلا ليس فقط بالأعمال المتنوعة والمهمة بل  فى نشر ثقافة جديدة للدراما تعتمد على ضوابط وأكواد إعلامية ملزمة وضعها باقتدار المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الكبير كرم جبر فى محاولة جادة لضبط الأداء الدرامى ووضوح رسالته ودوره التنويرى فى معركة الوعى.



من أبرز الأعمال التى ساهمت فى حتمية وجود هدف وتأثير  ورسالة وأكواد إعلامية  تليق بتاريخ الدراما المصرية هو مسلسل «الاختيار» الذى حقق فى العامين الآخيرين نجاحا ساحقا على المستويين الجماهيرى والنقدى وبالتالى يمثل نقلة كبيرة فى مسار الدراما .

وفى هذا العام يقدم الجزء الثالث منه.

الاختيار 3 يشارك فيه هذا العام 200 ممثل وممثلة يتقدمهم: أحمد عز وكريم عبدالعزيز وأحمد السقا وياسر جلال وخالد الصاى، ويجتمعون فى عمل فنى للمرة الأولى، بالإضافة إلى مشاركة عدد آخر من الفنانين ومنهم: «أمير المصرى، محمود البزاوى، سمر مرسى مجدى فكرى، بيومى فؤاد، صبرى فواز، إيمان العاصى، آدم الشرقاوى، دنيا المصرى»، إلى جانب عدد من ضيوف الشرف ومنهم خالد زكى، والمسلسل من تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمى. وإنتاج شركة سينرجى.

وتدور أحداث الجزء الثالث من المسلسل، عن البطولات الوطنية التى يقدمها رجال الجيش والشرطة من أجل الدفاع عن الوطن وحمايته قبل وبعد ثورة 30 يونيو المجيدة .وكان  الجزء الأول من المسلسل فى رمضان 2020، قد تناول  ملحمة «البرث» التى وقعت فى عام 2017، وجسد  أمير كرارة دور الشهيد البطل عقيد أركان حرب، أحمد منسى والخائن هشام عشماوى، الذى أدى دوره  أحمد العوضى، وشارك فى بطولته عدد من الفنانين منهم: «أحمد فؤاد سليم، دينا فؤاد»، وهو من تأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمى.

أما الجزء الثانى الذى عرض فى رمضان العام الماضى، فقام ببطولته كريم عبدالعزيز وأحمد مكى  وبشرى وإنجى المقدم وأسماء أبواليزيد والراحل هادى الجيار وأحمد حلاوة، وهو من تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمى.

ملحمة الاختيار لم تترك علامة فى عقل ووجدان المشاهد المصرى وإحياء المشاعر الوطنية بل تركت تأثيرا فى سوق الدراما  نفسه والاتجاه إلى البطولات الجماعية وهذا ما سوف نلمسه فى أعمال كثيرة هذا الموسم الذى يشطب إلى حد كبير ظاهرة البطل الأوحد فيها مع الالتزام بضوابط ملزمة لصناع الأعمال والمحطات الفضائية من أجل موسم مزدهر للمسلسلات الرمضانية التى تحقق أقصى درجات المتعة والمشاهدة فى الشهر الكريم، وبهذا المعنى أصدر المجلس الأعلى للإعلام  بيانًا أكد فيه ضرورة الالتزام بالكود الإعلامى الصادر عن المجلس منذ سنتين، والمنشور فى الجريدة الرسمية من منطلق مسئولية المجلس القانونية والدستورية المتعلقة بحماية حقوق المشاهدين والحفاظ على حرية الإبداع.. وعدم التعرض للنواحى الفنية للأعمال الدرامية.. تم وضع معايير الأعمال الدرامية والإعلانات التى يتم عرضها على الشاشات وإذاعتها على محطات الإذاعة وهى:

الالتزام بالكود الأخلاقى.. والمعايير المهنية والآداب العامة واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع والتزام الشاشات بالمعايير المهنية والأخلاقية فيما يعرض عليها من أعمال سواء مسلسلات أو إعلانات وعدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية التى تشوه الميراث الأخلاقى والقيمى والسلوكى بدعوى أن هذا هو الواقع والبعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجة.. والتى تخرج عن سياسة البناء الدرامى.. وتسىء للواقع المصرى والمصريين.. خاصة وأن الدراما المصرية يشهدها العالم العربى والعالم كله وعدم استخدام تعبيرات وألفاظ تحمل للمشاهد والمتلقى إيحاءات مسيئة تهبط بلغة الحوار.. ولا تخدمه بأى شكل من الأشكال والتوقف عن تمجيد الجريمة باصطناع أبطال وهميين يجسدون أسوأ ما فى الظواهر الاجتماعية السلبية التى تسهم الأعمال الدرامية فى انتشارها والتأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة.. والبعد عن الأعمال التى تشوه صورتها عمدًا أو التى تحمل الإثارة الجنسية سواء قولًا أو تجسيدًا وتجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات التى تحمل إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين وإفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد والشجاع الذى يقوم به أفراد المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة فى الدفاع عن الوطن واختيار الأعمال الفنية الإبداعية الهادفة والتى تحمل قيمة ورسالة للمشاهد .. وتتناسب وطبيعة المجتمع، وتحافظ على العادات والتقاليد والموروث الشعبى والتى تتطرق إلى القضايا الاجتماعية المهمة.. قبل عرضها وذلك إثراء للشاشات والإذاعات بالدراما المحلية. ولكل ما سبق ترقبوا موسما دراما يليق باسم مصر وريادتها وتاريخها العظيم.