الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
«روزاليوسف» تنتقد سخافة الأفلام!

«روزاليوسف» تنتقد سخافة الأفلام!

فى السنوات الأخيرة من حياة السيدة «روزاليوسف» طغت مقالاتها الفنية وخاصة نقد ما تشاهده من أفلام سينمائية ومسرحياتها على مقالاتها السياسية!



وكانت السيدة «روزاليوسف» حتى قبل وفاتها بأيام حريصة على الذهاب لمشاهدة فيلم أو مسرحية بصحبة أبناء المجلة وخاصة الأستاذ فتحى غانم أو أحمد بهاء الدين أو حسن فؤاد وكانت حريصة دائما أن تتناول مشاهداتها لهذه الأعمال فى مقالات قصيرة مركزة تنشرها فى المجلة!

وفى إحدى هذه المقالات وعنوانه «النقد لمن يؤمن بالنقد» كتبت تقول: حرصت طوال الموسم الماضى - سنة 1953 - على أن أتحمل فوق ما أطيق وأذهب إلى دور السينما لأشاهد أكبر مجموعة من الأفلام المصرية الجديدة كنت أتحمل ثورة أعصابى وسخف الموضوعات وتكرار الوجوه.

وفى كل مرة كنت أخرج لأكتب «أخرج لأنصح المخرج والمؤلف والممثل» وأقارن بين السينما فى مصر كما هى كائنة وكما يجب أن تكون!

نقدت الموضوع الواحد الذى تدور حوله كل أفلامنا فى مصر!

ونقدت شخصيات الأفلام التى لا تتغير ولا تتبدل!

ونقدت الحشو الرخيص من الرقص والابتذال والسخف!

نقدت ولم أكن مغالية فى نقدى ولا متجنية ولم أكن إلا ناصحة ترى ولا يفوتها شيء مما تراه فنقدت الأخطاء الكبيرة التى يمكن إصلاحها وعلاجها ولم يحاول مخرج واحد أن يناقشنى فيما أبديت من آراء ولم يحاول ممثل واحد أن يقنعنى بوجهة نظره أو يقتنع بوجهة نظرى.. وكأنى أكتب للتسلية والترفيه وقتل الفراغ!

وعندما أحسست أن كتاباتى كلها تذهب دخانا فى الهواء قررت أن أمتنع عن تعذيب نفسى فى الأفلام المصرية!

وعادت خطابات القراء تحمل إلىّ رغبات أصحابها فى الاستمرار وقال لى أحد القراء فى خطابه.

لماذا تلقين سلاحك والمعركة مستمرة.. إنها معركة ونحن لم نتعود منك الانسحاب مهما قست المعركة واشتدت أفضحى هذا العبث الذى يسمونه «سينما» ليسرقوا به فلوس الناس!!

وكان على «إحسان» - كرئيس تحرير أن ينضم إلى القراء فجاء يطالبنى مثلهم بمواصلة نقد الأفلام.. وأسألوه كم فيلمًا مصريًا احتملته أعصابه فى العام كله!!

وتمضى السيدة «روزاليوسف» قائلة فى مقالها: ولكن كيف استمر فى النقد وأنا لا أجد من يسمع النقد؟ الموضوع هو هو بتفاصيله وسخافاته وتكراره.. والممثلة هى هى بحركاتها وإلقائها ونغمتها.. والمخرج هو هو بلقطاته ومواقفه وتفكيره!

لماذا إذن أنقد وأنا لا أجد واحدًا من المشتغلين بالسينما لا يوافقنى على كل ما أكتب ولا يعارضنى فى كل ما ينتج!

لماذا أحرق أعصابى مع قوم لا يؤمنون بالنقد.. ولا يعترفون بالنصح ولا يرون فى السينما إلا وسيلة للإثراء بلا سبب!

ولا يكاد الممثل أو الممثلة تتجمع فى يديه بضعة جنيهات حتى يتجه بكلياته وجزيئاته نحو إنتاج فيلم لحسابه وكان الله يحب المحسنين!

إننى لن أنقد فيلمًا مهمًا ألح القراء.. وألح إحسان ولكن لى آراء فى الفنانيين جميعا من مسرحيين وسينمائيين وسأنشر هذه الآراء قريبا ليغضب من يغضب وليرضى من يرضى! وهذا بالضبط ما فعلته السيدة «روزاليوسف» فى سلسلة مقالات مهمة وجريئة تناولت فيها معظم نجوم السينما والمسرح وقتها! وتلك حكاية أخرى!