السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عيد الطفل المصرى.. والتعاليم الربانية

عيد الطفل المصرى.. والتعاليم الربانية

«يعتبر يوم اليتيم من أهم الأيام التى تعكس الحب والتآلف والرحمة فى قلوبنا جميعًا تجاه أبنائنا وبناتنا الذين فقدوا أقرب الناس إليهم، فلنكن لهم يد العون التى ترسم البسمة على شفاههم وتضمن لهم مستقبل آمن ومشرق، «بهذه الكلمات الحانية لأم المصريين الحنون السيدة انتصار السيسى التى تفيض حبا وحنانا ورفقا بأطفال مصر ممن تربوا فى أحضان اليتم نستشعر اهتمام الدولة بهم بشكل خاص والطفل المصرى عامة، وبخاصة عندما يكون المستقبل تحت مظلة دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن يعيش المصرى  دائمًا «حياة كريمة». 



 ويجيء هذا تطبيقًا وتنفيذًا لقوله تعالى فى سورة الضحى:

 «فَـأَمَّـا الْيَـتِـيــمَ فَـــلَا تَقْهَـرْ»، وقوله جلَّ شأنه فى سورة الماعون:

« أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ*».

هكذا أتى الأمر الربَّانى  فى القرآن الكريم ــ قاطعًا مانعًا لايقبل التشكيك، و«القهـر» هُنا ليس فقط حجب الطعام أو الشراب عن اليتيم، ولكنه ــ فى المقام الأول ــ منع التسلط عليه بالظلم والتقليل من الشأن والتنمُّر، والاستيلاء على حقوقه وماله من إرثه لأبيه! 

ويقول الرواة عن سبب نزول «سورة الماعون» إنه: كان أبوسفيان بن حرب ينحر كل أسبوع جزورين فأتاه «يتيـمٌ« فسأله شيئًا فقرعه بعصا، فأنزل الله تعالى تلك الآيات البينات فى مطلع السورة.

وفى تقديرى أن «اليُتـم» حالة، شعور، إحساس داخلى، مثل إحساس «الأمومة» الذى تتقمصه الطفلة الصغيرة عند اللعب بدُميتها البلاستيكية أو المصنوعة من القماش، ويزداد إحساسها وشعورها الفطرى بالأمومة حين ترضعها ــ وَهْـمًـا ــ من ثديها الذى تتخيله ينمو فى حنايا صدرها وبين ضلوعها!

والإحساس بــ«اليُتــم» له مذاقات شتى .. فبعض اليتامى ــ خاصة صغار السن ــ حين يفتقدون «الأب» برحيله عن دنيانا، يتخيلون أن هناك آلة اجتثاث عملاقة قد جاءت لتجتث شجرة الأبوة من جذورها، فبعضهم يهيم على وجهه مع مشاعره وأحزانه الداخلية، أو التى  يبثها للشارع والفراغ.. وللأصدقاء، والبعض الآخر ــ خاصة الذين يتمتعون بقوة الشكيمة والعقلانية ــ فإنهم يزدادون تمسكًا بالأرض وبالذكريات الجميلة التى تعايشوا معها ردحًا من الزمن فى أحضان الأبوة الخالصة، ويتسلحون بقوة وعبقرية المكان، والتمسك بالطين الذى احتوى بين ذرَّاته وطيَّـاته رُفات من رحلوا من الأحبَّـة، لإيمانهم الذى لايتزعزع بأن النخيل والأشجار لا تستطيع أن تترك جذورها العميقة ولا تغادر.. وإنها ــ أبـدًا ــ لا تســافر!

ومن موقعى فى صفوف القوى الناعمة المصرية، أناشد المراكز البحثية والمؤسسات السيادية فى الدولة المصرية، والسادة القائمين على حماية حقوق الطفل المصرى بوجهٍ عام، أن يتضامن الجميع لإقامة احتفالية عامة  بيوم «الطفل المصرى» يتيمًا كان أو يعيش بين أهله وذويه داخل المجتمع، تماشيًا وتنفيذًا لما كتبته السيدة/ انتصار السيسى على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعى، يوم 20 نوفمبر من كل عام، وهو يوم الاحتفال العالمى بـ «يوم الطفل»..  بحسب توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة.. حين قالت: 

«يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى للطفولة، الذى يعكس الأهمية البالغة للاهتمام بالأطفال، فهم جيل الغد وبناة المستقبل وأغلى ما نملك، ولهم علينا حقوق يجب أن يتمتعوا بها دون أى تفريق أو تمييز، وهو ما تهتم به الدولة بشكل مستمر للحفاظ على حق الطفل وأصحاب الهمم منهم، فهم نبتة مصر الغالية وأملها فى غدها المشرق».

إنها بحق دعوة خالصة لوجه الله والوطن، إلى الاحتفال بالطفل والطفولة عمومًا، وحتى لا تكون الاحتفالية المخصصة بـ«يوم اليتيم» سببًا فى اجترار الأحزان ونكئ الجراح التى أوشكت على أن تندمل بفعل الزمن والقدرة على الصبر والاحتمال، ولا تكون أحد أسباب مايسمَّى بـ «التنمُّر» من بعض العقول غير السويَّة ومتابعى صفحات الصيد فى الماء العكِر.. وهُم كُثُر! أقول.. يوم الطفل المصرى وعيده.. لماذا؟ المعاق واليتيم هو طفل مصرى نحتفل به ونسعده. تسميته بهذا تسحب البساط من السعادة المزمع منحه إياها، ألا توافقونى؟!

ولنعُد إلى الاقتراحات العظيمة والبناءة التى وردت فى بعض التوجيهات والتوصيات، التى أوحت بأن الاهتمام بعالم الأطفال والنشء هو إحدي أولويات الدولة المصرية، لخلق جيل جديد مبدع وقادر على تحقيق آمالنا فى مستقبل مشرق، وإن الهدف هو تحقيق الأحلام المشروعة التى تراود المواهب الكامنة فى المبدعين الصغار، وأن الهدف الرئيس هو بناء جيل جديد قادر على تحقيق أحلامنا وطموحاتنا لمستقبل الوطن الذى ننشده مضيئا عامرا.

إن الاحتفالية بـ«عيد الطفل المصرى» بمثابة قفزة مستنيرة واعية لتعميق الإحساس بعالم الطفولة وطموحات النشء، وبخاصة الموهوبين منهم فى مجالات الفنون والآداب والاختراعات، وبتخصيص جائزة يتم منحها سنويًا لمن يقدم منتجًا فكريًا أو ماديًا مبتكرًا ولم يتجاوز عمره 18 عاما،  إنه العالم الذى نأمل أن يكون غدا أفضل من أمسنا  الذى عشناه ويومنا الذى نحياه تحت مظلة القيادة الوطنية المستنيرة الواعية، بمتطلبات الغد الناهض بمصرنا المحروسة، فالوعى بضرورة العناية بالطفل المصرى هو مربط الفرس فى ضبط كفة المجتمع نحو الاستفادة القصوى من كل لبنة تنطوى عليه فلا نهمل أى ركن منه ونسعى دوما إلى التربيت النفسى والدعم المعنوى، استكمالا للتنشئة الصحيحة وبنية الشخصية المصرية مكتملة الأركان لتصبح رأس وعامود خيمة المستقبل. 

رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون وعضو اتحاد كتاب مصر