الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نفحات رمضان

نفحات رمضان

شهر رمضان شهر عبادة وقراءة قرآن هذا طابعه وهذه ميزته فهو شهر من بين سائر الشهور لكنه أفضلها وأحسنها عند الله سبحانه وتعالى وهو منحة ربانية للمسلمين فالله سبحانه وتعالى يهيئ لعباده الدوافع والشوق إلى التعبد فيه والرغبة فى الفرار إليه سبحانه وتعالى والتوبة من الذنوب والمعاصى والسكون إلى رحمته.



فالنفوس فى هذا الشهر الكريم تتهيأه بشكل لا نظير له من غيره من شهور السنة ففى شهر رمضان تُصفد الشياطين وتُفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران ويُنادى فيه إلى فعل الخير وترك الشر كل يوم من أيامه يُنادى بهذا النداء وهو نداء لباغى الخير بأن يأتى ويُقبل على الله سبحانه وتعالى والنداء المعاتب لباغى الشر بأن يكُف عما يفعله من شر وأن يرجع ويتوب إلى الله والذى يفتح خزائن رحمته لعباده التوابين فى هذا الشهر الكريم بأن يغفر لهم كل ذنوبهم وأن يقبلهم مهما بلغت معاصيهم وذنوبهم.

فهذا الشهر هو إعانة للعباد للاعتياد على الطاعة وتزكية لنفوسهم وقلوبهم وتعزيزا للتقوى والمحبة مما يزيدهم من الأجر والثواب الكبير.

«ففى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يقول... كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى... يدع شهوته وطعامه من أجلى».

فالله وحده الذى يجزى عباده عن كل طاعة ولكن بالرغم من ذلك أكد أن الصوم ليس كسائر العبادات لأن العبد يكون أثناءه فى عبادة الله طوال النهار بإمساكه عن شهوته ولاستحالة دخول الرياء على الصوم.

 فبعد أن ذكر أعمال العبد كلها... كل عمل ابن آدم يضاعف، ذكر كل أعمال العبد وأنها تضاعف قال إلا الصوم... إشارة إلى أن الصوم له مقامه الفريد عند الله والذى أكد أن الصوم له وهو سبحانه وتعالى الذى يجزى به وجزاء الله تعالى غير محدود جل وعلا سبحانه إنه الكريم إذا قال أنا أجزى به أى أنا الذى أتولى العطاء بنفسى ولا شك أن فى ذلك إشارة بينة إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه فمضاعفة الأجور فى شهر رمضان لا مثيل لها فى بقية شهور السنة.

وفى هذا الشهر الكريم الملائكة تحُف الذاكرين وتستغفر للتائبين وتكتب أجور المحسنين والكلم الطيب يصعدُ والعمل الصالح يرفعه والحسنات تبيض صحائف الصائمين وتمحو عنها ذنوب العام كله فى أيامٍ وليالٍ بهيجة تُفتح فيها أبواب الجنان كلها ويكرم الله سبحانه وتعالى عباده كرمًا عجيبًا حتى يغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم.

إن لرمضان نفحات لو علم المؤمن بمغانمها لسجد لله شكرًا وما رفع رأسه من شدة عرفانه.

هذه النفحات المنعشة هى التى يبلغ فيها القلب فى مقامات تقوى الله وتعظيمه وشكره ما لا يبلغه فى أجواء أخرى.... فإن القلب كلما ازداد قربًا من الله بالعبادة كلما ثقُل وشع نوره كما فى الحديث الشريف «فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه».

وإذا صقل القلب فلا تسل عن مشاعره اتجاه ربه ولا تسل عن لذته بالعبادة وبهذه المشاعر الرقيقة يصعد فى مقامات المحبة والخشية والرجاء والتعظيم والتوقير لله سبحانه.

نسأل الله من فضله وكرمه أن يمن علينا فى هذا الشهر الكريم وأن يحفظنا جميعًا وأن يحفظ بلادنا وأن يعيده علينا باليمن والبركات.