الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«روزاليوسف» وذكرياتها الرمضانية!

«روزاليوسف» وذكرياتها الرمضانية!

«فى ميدان السباق» كان أحد الأبواب الصحفية الناجحة والمهمة فى مجلة «روزاليوسف» فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى، وكانت «روزاليوسف» تخصص له أسبوعيًا صفحتين أو ثلاث صفحات لتعطى فيه أخبار سباق الخيل التى يشارك فيها نجوم المجتمع وقتها من أهل السياسة والأحزاب والفكر أيضًا!



كانت السيدة «روزاليوسف» هى من تقوم بتحرير هذا الباب وترصد فيه بذكاء شديد أحوال أهل السياسة الذين يذهبون لسباق الخيل ويراهنون على الفائز من الخيول التى تشارك فى السباق الأسبوعى!

وذات مرة وقعت السيدة «روزاليوسف» فى ورطة كبيرة عندما تصادف مجيء شهر رمضان وانتابتها الحيرة فماذا ستفعل بالضبط وكتبت هذا المقال الممتع وكان عنوانه «أنا فى ميدان السباق» وقالت فيه:

أتمنى أن ينقضى شهر رمضان من كل عام وأنا متمسكة بالتقى والورع، ممسكة بالمسبحة أعد على حباتها الأدعية والدعوات الطيبات التى تنفع يوم الحشر والحساب.

ولكن مشاغل الحياة وأثقال «صاحبة الجلالة الصحافة» تغرقنى فى بحر متلاطم الأمواج من الأعمال والتفكير والجرى والصرمحة!

وأتى رمضان هذا العام وأنا صائمة كعباد الله ولا أسمع للراديو بالإذاعة ليلًا إلا فى ساعة الأذان وقراءة آيات القرآن من مشاهير القراء.

ولكن جدت هذا العام مشاغل فوق مشاغل وتكدست طلبات الحياة الدنيا، وأصبحت أعيش فى جو فنى إلى جانب ما يربطنى بمهامى الصحفية بأوثق الأربطة وأحكمها مما أسلمنى إلى التفكير فى نيل المعالى!

ثم هناك السباق وميادين السباق التى وجدت أن أخبارها وأنباءها لا يلتقطها إلا رجالها وأنا فى مقدمتهم أما كاتب الشباب فلا خير يرجى منه للقراء إلا أنباء مجموع ما خسره وشعوره بعد خيبته فى الشوط الأول ثم الثانى وهكذا!!

وتمضى «روزاليوسف» قائلة: إذن أقبل رمضان أيضًا وأنا مقيدة بمهمة حضور السباق وغشيانى ميدانى الجزيرة وهليوبولوس كل أسبوع!

ترى هل يتنافى حضور السباق مع الصيام؟! أو هل يتناسب الرهان على الخيول و«الأفراس»  مع شهر رمضان؟ ومادام هناك ميدان يجول ويصول فيه وزراء الدولة وكبارها فى رمضان فالبساط أذن أحمدى ولا بأس من حضور السباق فى بعض المذاهب!

وصلت إلى الميدان بطريق من طرق المواصلات المعروفة وليست بينها سيارة زميلى كاتب الشباب والسلام لأنها لاتزال طريحة الجراج من مشوار الأسبوع الماضى!

وصلت وكان الميدان مزدحمًا بعكس ما كان منتظرًا خصوصًا ونحن فى رمضان، ويظهر أن إعلان المحكمة الشرعية بابتداء رمضان لم يصل بعد إلى ميدان السباق أو لعل جمهور السباق لم يشهد الهلال الذى شهده المسلمون!

كان الجميع يدخنون ويلتهمون ما يقدمة البوفيه من سندوتش وغيره من أنواع السوائل!!

وتمضى «روزاليوسف» فتصف بذكاء شديد ما شاهدته من تصرفات كبار رجال الدولة وقتها وتسخر من اللورد كيلرن المندوب السامى البريطانى وزوجته وتبدى دهشتها من جلوس الدكتور أحمد ماهر رئيس مجلس النواب فى لوج واحد مع المندوب السامى البريطانى وتضيف:

وازدحم الميدان أيضًا بالتلاميذ النجباء والموظفين النشطاء أقارب صاحب الدولة رئيس الوزراء ولم يخل شوط من دون أن تتمتع خيوله بالمراهنة عليها وبكسب ثقة شباب العائلة الكبيرة.

وخرجت من السباق بعد أن فقدت دعوة على الإفطار عند بعض الأصدقاء بلغت تكاليفها خمسة جنيهات حسب المدون بدفتر رصيد صاحب الدعوة!

مقال «روزاليوسف» يكشف بجرأة وشجاعة أحوال الكبار فى مصر فى ذلك الوقت!