الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جزيرة المبدعين «جزيرة غمام وأولاد عرفات سابقا»

جزيرة المبدعين «جزيرة غمام وأولاد عرفات سابقا»

جاءت الدراما التليفزيونية لتدعو إلى التفكير والتأمل وتتيح للعقل أن يؤدى دوره على مسرح الحياة ومن هنا تميزت بقيم الخير والجمال والإبداع والمتعة.



ومسلسل أو ملحمة «جزيرة غمام» من هذا النوع من الدراما التى تدعو للتفكير والتأمل وتشطب على شخصية المشاهد السلبى أى ترفع شعار من يكن سلبيا لا يدخل علينا ليكشف فى النهاية ماهية الخير والشر.

منذ اللحظات الاولى تراهن جزيرة غمام على هذا النوع من المشاهد وتبدأ الاحداث بنشرة أخبار وصوت الاذان فى قلب هذه البقعة التاريخية من الارض الطيبة..ويتعاظم الحدث عندم يأتى صوت رئيس الجمهورية المنتصر أنور السادات الذى جاء لافتتاح مسجد جديد ويسمح لإمام المسجد الذى قال له بعد شعائر الصلاة «ربنا نصرك على الصهاينة مرة وهاينصرك عليهم فى الثانية وانا عارف انها فى سرك - ويقصد قرار ذهابه التاريخى لتل ابيب - لتقول كلمة الحق امام العالم» انه حوار لو تعلمون عظيم يلخص المغزى والهدف من ملحمة غمام.. ثم يستأذن الامام أن يحكى الحكاية.. حكاية جزيرة غمام المحتلة التى تحولت الى جزيرة اولاد عرفات.ومازلنا مع السادات نتابع الاحداث تلو الاخرى وننتظر جميعا نهاية الحكاية التى بدأت فى عام ١٩١٤ واتوقع أن يظهر الرئيس فى نهاية الحلقات فى اشارة إلى دخولنا إلى أهم فترات التحول فى تاريخ مصر السابقة لتوقيع معاهدة السلام وذكرى استرداد الارض.

إن الرئيس الراحل انور السادات طرف فى أحداث مازلنا نشاهدها بقلم المبدع عبد الرحيم كمال وبريشة المخرج حسين المنباوى الذى حولها الى لوحات تشكيلية مبهرة ويستهلها بتعريف أبطاله الشيخ مدين (عبد العزيز مخيون) على سرير الموت ومعه ثلاثى من مريديه حوله محارب (فتحى عبد الوهاب) ويسرى (محمد جمعة) وعرفات (احمد امين) يوزع عليهم إرثه او المكانة التى تذهب للاول التى تتحول الى فكر متطرف والمكان الذى يفوز به الثانى وهو منزله اما الكتاب فيذهب للزاهد والعارف والواصى الذى لا يسمعه الناس رغم التحذيرات التى يطلقها من الأخطار القادمة، وفى المقابل نرى الشيخ عجمى (رياض الخولى) ورفيقه فى السلطة التاجر بطلان ( محمود البزاوى) ثم تأتى قافلة الغجر للجزيرة يقودها خلدون (طارق لطفي) والغجرية العايقة (مى عز الدين) ومن هذه الكتل الثلاثة تتشكل الاحداث داخل الجزيرة..هذه الكتل تمثل السلطات داخل الجزيرة (السياسية والدينية والاقتصادية والدنيوية ويقوم الصراع.

إن الحديث عن جماليات أداء الممثلين السابق ذكرهم ومن جاء بعدهم ومعظمهم وصل باقتدار الى عتبة النضج الفنى وفى مقدمتهم المعلمة هلالة (وفاء عامر ) يحتاج فى وقفة طويلة - لها موضع اخر- تبدأ من عبقرية اختيار هذه العناصر العملاقة الى الاحساس العميق داخل كل فنان والذى يشعرك من أول مشهد انه يحمل قضية وفكر يؤمن به أنها المباراة الاستراتيجية الدرامية بكل تفاصيلها وان ما يقدمونه ليس مجرد دور عادى. 

بقى أن اقول هنا إن هذه السيمفونية التى مازالت قيد المشاهدة بدأت بمقطوعة رائعة بصوت المطرب الذهبى وملك التيترات الدرامية على الحجار وبكلمات عميقة لإبراهيم عبد الفتاح الذى منذ رائعته فى مسلسل جمال عبد الناصر والتى قال فيها: «زى النهار يا فتى واحنا اللى ليلنا طال «ونحن فى انتظار عودته ليغطى الفراغ الذى تركه سيد حجاب فى الدراما التليفزيونية.. وتلخص كلمات التيتر اصل الصراع وتقول: حط الغمام ع الجزيزة بدل هواها وطباعها..لو على النفوس الفقيرة

بالذل والخوف طمعها.. وبدر ما بين الخلق سيره مين ضدها ومن معاها..وقت اما تعمى البصاير ما حياتنا غير البصيرة

البحر طرحه ادار وجب..عالميه ماجراش حدف

غريب عالبر يحكى كلام ماجراش

يابحر فيك مننا صياد وفينا غرقان

ومهما طال الزمان مسيرك تصفى ما جراش

حط الغمام ع الجزيزة بدل هواها وطباعها

لو على النفوس الفقيرة

بالذل والخوف طمعها

البحر ده كان جبل نزل عليه الحب

والصخر لان وانحنى من عطفه على المجاريح

يا ناس قلبكوا حجر ولا انتوا من غير قلب

هما تلاته دفاقه واتفرقوا فى الريح

وحدانى بيتى الخلا والقلب مالهوش حد

غيرك حبيبتى اللى وحدك ساكه بين حواشيه

وبدر ما بين الخلق سيره مين ضدها ومن معاها وقت اما تعمى البصاير ما حياتنا غير البصيرة.

هذا هو ابراهيم عبد الفتاح الذى تأخر كثيرا ولكنه جاء فى الوقت المناسب ضمن قوات جزيرة المبدعين ومعه الصوت الذهبى على الحجار والموسيقار شادى مؤنس الذى ربما يمثل امتدادا لعمار الشريعى.

>> تحية تقدير لكل فريق العمل من أكبر دور لأصغره ولمنتجه تامر مرسى ولجزيرة غمام ووقفة أخرى.