الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«عم رمضان» بدلًا  من بابا نويل!

«عم رمضان» بدلًا من بابا نويل!

منذ سنوات طويلة تصادف أن جاء شهر رمضان المبارك مع ليلة الكريسماس، واحتفل الناس وقتها بالمناسبتين: شهر رمضان والكريسماس!



وامتلأت الصحف والمجلات بالمقالات لكبار الكتاب والصحفيين التى تتحدث عن هذه المصادفة التى لا تتكرر إلا نادرًا!

لكن أغرب وأعجب هذه المقالات كان مقال الكاتب الكبير الأستاذ أنيس منصور فى عموده اليومى مواقف وكان عنوانه الأكثر غرابة وإثارة هو «بابا نويل عربى»!

فى هذا المقال العجيب والطريف كتب يقول:

مرة أخرى يجىء الكريسماس ورأس السنة فى شهر رمضان المبارك، وكل سنة وأنتم طيبون، ومرة أخرى يظهر بابا نويل بوجهه الباسم وطرطوره ولحيته البيضاء والشوال الذى امتلأ بالهدايا.. ومرة أخرى يظهر الجديد فى فيترينات محلات الأزياء!

ومرة أخرى أنادى أن تكون لنا شخصية عربية مثل شخصية «بابا نويل» تعبر عن أعيادنا الشرقية والإسلامية!

وفى العام الماضى اقترحت أن تكون لنا شخصية «عم رمضان»، وأن يكون «عم رمضان» ابن بلد ظريفًا لطيفًا رشيقًا، وأن يرتدى الجبة والقفطان والعمامة، وأن يمسك فى يده طبلة المسحراتى، وأن يمسك عصا يضرب بها الأطفال الصغار أو الرجال الذين ضبطهم مفطرين فى رمضان.. أو تراه وهو يمسك خروف عيد الأضحى! ولا شك أن شخصية «عم رمضان» ستكون مادة للدعاية فسوف تكون ملابسه مصنوعة من الكنافة أو قمر الدين وسوف تكون عصاه فى لون البصل الأخضر أو الفجل وسوف يتشاجر عم رمضان مع المسحراتية الذين يدقون الطبول والناس لم يناموا بعد!!

ومن الممكن أن يكون عم رمضان هو «عم صيام» أو يكون اسمه «أبا الصيام» وأن يكون «أبوصيام» هو لسان حال الناس أو حال التعقل والاعتدال والاقتصاد فى الأكل والشرب والنفقات، فهو يطارد الذين يسرفون فى الطعام ويسرفون فى الإنفاق، وهو الذى يطارد الزوجات اللاتى يبعن حليهن من أجل كعك العيد أو خروف العيد!

ويضيف الأستاذ أنيس مصنور فى مقاله:

«وربما كان من الأنسب أن يكون له اسم آخر هو «عم عيد» وبذلك يناسب عيد الأضحى وعيد الفطر والكريسماس ورأس السنة أيضًا!

ويكون له نفس الوجه ولكن تتغير أزياؤه فى المناسبات فهو يضع اللحية والطرطور والشوال على كتفه فى الكريسماس ورأس السنة، وينزع اللحية والطرطور والشوال فى الأعياد الإسلامية!

ولكن المهم أن يكون «عم عيد» هذا هو البديل لبابا نويل، وهو ليس خصمًا لبابا نويل وإنما صديق له.. ومواطن عربى متسامح متفائل يطلب من كل الناس على اختلاف ألوانهم وأديانهم أن يتمسكوا بالقيم الأخلاقية وأن يتحابوا وأن يعتدلوا شهرًا فى كل سنة وكل سنة وكل سنة ونحن طيبون».

إن مقال الأستاذ أنيس منصور ذكرنى بشخصية «المصرى أفندى» التى ابتكرتها السيدة العظيمة «روزاليوسف» والأستاذ الكبير محمد التابعى ونشرت لأول مرة فى عام 1923 بريشة الفنان العبقرى «صاروخان» والذى وصفته السيدة روزاليوسف بقولها: «بقى المصرى أفندى رمزًا خالدًا على الرجل المصرى العادى المخلص، الطيب القلب».

ولا تنتهى ذكريات وحكايات شهر رمضان مع نجوم الصحافة والأدب والفن والسياسة!