دراما الحرب والنصر والسلام وفضح آلهة الإرهاب

فى تنوع درامى مدهش وغير مسبوق قالت القوة الناعمة كلمتها بأسلحة الإبداع.. والآن أصبح للدراما بندقية تحارب الإرهاب وتحاصر المتآمرين والخونة وتجار الأديان السماوية.. هكذا قالت رباعية «الاختيار 3 و»العائدون « و «بطلوع الروح» و»جزيرة غمام» فى دراما رمضان 2022 وهى أعمال تصب فى اتجاه مصالح الوطن العليا وتنتصر لمعركة الوعى بالحقائق والوثائق والمستندات وتعيد كتابة التاريخ و تعمق مشاعر الانتماء.

الدراما هى سلاح القوة الناعمة للقضاء على الإرهاب والمفسدين فى الأرض وكشف منابع الفكر المتطرف.

والسؤال المطروح لماذا اندفع نجوم الشعب لهذا الاعمال ليعلنوا صراحة موقفهم الوطنى.. والاجابة واضحة لأن هؤلاء المبدعين وهم لسان الشعب وضميره كانوا فى مقدمة لوحة التنشين بعد ارتفاع فتاوى تحريم الفن وتجريم الإبداع وكانت ثورة 30 يونيو هى طوق النجاة من هؤلاء المتطرفين، ولهذا قال نجوم الشعب كلمتهم على الشاشة بأمانة وصدق شديدين. فمسلسل الاختيار هو جزء من ثلاثية إنقاذ الوطن من قبضة المتأسلمين وبدأ برائعة الشهيد احمد المنسى كنموذج فذ لمن ضحوا بأرواحهم فداءا لتراب وطنهم بصفحة من صفحات خير أجناد الأرض ولهذا هزت مشاعر الجميع وفى الجزء الثانى استعراض مجهودات العيون الساهرة على امن الوطن وجهودهم فى مكافحة الإرهاب الدولى.. وجاء الجزء الثالث كمسك الختام وعزف سيمفونية تحيا مصر لرجال الجيش والشرطة وكشف الوجه الحقيقى المزيف والقبيح للجماعة الإرهابية التى فى غفلة من الزمان استولت على الحكم وتسجيل صفحة سوداء فى تاريخ مصر وكيف استجاب هؤلاء لمشاعر الملايين والقضاء نهائيا على جذور الإرهاب الدولى وفضح منابع تمويلهم أمام المصريين والعالم فى ملحمة تاريخية درامية عظيمة جسدها باقتدار ياسر جلال وأحمد السقا وأحمد عز وكريم عبد العزيز وخالد الصاوى ومحمد رياض وشريف خير الله ومحمود البزاوى بقيادة المخرج بيتر ميمى الذى دخل التاريخ بهذه الثلاثية الكبيرة.

العمل الثانى الذى يحمل رسالة مكملة فى اتجاه مجهودات الدولة المصرية لمحاصرة الإرهاب هو مسلسل العائدون لأمير كرارة وامينة خليل واخراج احمد نادر جلال، ويستعرض محاولات المخابرات المصرية التصدى للإرهاب الدولى متمثلًا فى داعش، و يقوم قيادات المخابرات من ضباط وخبراء اتصال من خلال غرفة عمليات لا تنام تهدف إلى حماية الوطن والقضاء على الارهابيين.

ويتناغم فى الهدف والرسالة مع الاختيار والعائدون مسلسل “بطلوع الروح” لمنة شلبى وإلهام واحمد السعدنى واخراج كاملة أبوذكرى الذى كشف بجراءة مرجعيات الفكر الداعشى المسموم. وروعة الاعمال الثلاثة انها لم تعتمد فقط على خيال الكاتب بل مزجت باقتدار بين الواقع والخيال من خلال تقديم تسجيلات توثق زيف أفكار المتطرفين والمتاجرين بالدين بالصوت والصورة  ونزوح قياداتهم نحو الزعامة تحت شعار الدين الإسلامى.

وتكتمل ملحمة الدور الوطنى للدراما بمسلسل “جزيرة غمام” للمؤلف عبد الرحيم كمال وإخراج حسين المنباوى وبطولة طارق لطفى واحمد امين ورياض الخولى وفتحى عبد الوهاب ومى عزالدين ويستعرض جذور الإرهاب وصراع الخير والشر منذ اكثر من 100 عام وتحديدا من عام 1914 إلى عام 1977 وهى من أخطر الفترات فى تاريخ مصر والعالم العربى وبداية اقتحام الفكر الصهيونى وبدء مشروع تقسيم العالم العربى والتى وصلت الى حد مشروع شرق اوسط جديد والذى انتبهت له القيادة المصرية حتى أحبطت اخطر مخطط صهيونى.. المؤلف خلق كل محاور الصراع بإبداع فى جزيرة منعزلة تتصارع فيها كل القوى لتحقيق اغراضها التوسعية والاستعمارية وترسم كل هذه الصراعات فى سيناريو رمزى بذور معاهدة السلام التاريخية التى اطلقها الرئيس الراحل انور السادات بعد انتصاره العظيم فى حرب السادس من اكتوبر عام 1973..

**

رباعية «الاختيار» و”العائدون” و”جزيرة غما “ و”بطلوع الروح” فى النهاية ليست أعمال عادية تكتب تاريخ كبير لأبطالها بل أنها تعيد العصر الذهبى للدراما المصرية وتعلن عن لون جديد من الدراما قومية للاجيال القادمة تمنح أبناء هذا الوطن الغالى دروسا فى التربية الوطنية وهكذا يكون دور الفن الذى يقدم رسالة فى خدمة المجتمع وفى اتجاه معارك بناء الوعى بالوثائق والمستندات.