الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هدية الله للمصريين

هدية الله للمصريين

عيد الفطر المبارك هو أول أعياد المسلمين والذى يحتفل فيه المسلمون أول يوم من أيام شهر شوال ثم يليه عيد الأضحى فى شهر ذى الحجة، وعيد الفطر المبارك الذى يصادف هذا الأسبوع يأتى بعد صيام شهر رمضان، ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صيام الشهر كله، ولذلك سُمى بعيد الفطر المبارك ،ويحرم فيه صيام أول يوم، ويستمر العيد غالبًا ثلاثة أيام، ويوم العيد هو يوم فرح وسرور وأفراح المؤمنين فى دنياهم وآخرتهم، إنما هو بفضل من مولاهم عز وجل كما قال الله تعالى: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» صدق الله العظيم «الآية 58 من سورة يونس».



ويتميز عيد الفطر بأن آخر يوم يمكن قبله دفع زكاة الفطر الواجبة على المسلمين ويؤدى المسلمون فى صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبًا صلاة العيد ويلتقى المسلمون فى العيد بعضهم ببعض ويتبادلون التهانى ويزورون أهلهم وأقاربهم وهو ما يعرف بصلة الرحم، كما يزورون الأهل يزورون أيضا الأصدقاء والجيران ويعطفون على الفقراء ويأكل الصائم فى عيد الفطر بعض التمرات والكعك والبسكوت وغيرها من الحلويات والفواكه فى فرح وسرور.

ويلتقى فى صلاة العيد الكبير والصغير وهم يكبرون ويهللون فرحين بما آتاهم ربهم من صبر على الصيام والقيام وأداء الزكاة وقد تميز عيد الفطر بأنه عيد قربة وطاعة لله سبحانه وتعالى فيه تعظيم لله وذكر وتكبير.

والأعياد عمومًا فى مصر يتحقق فيها البعد الروحى مع البعد الاجتماعى وقد حبانا الله سبحانه وتعالى هذا العام بالأعياد الإسلامية والمسيحية فى وقت واحد، وكذلك الأعياد الوطنية فنجد أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى مصر هدية عظيمة بأن جعل عيد الفطر يلتقى مع عيد القيامة مع عيد الربيع أو شم النسيم مع عيد عودة سيناء الحبيبة، فلأول مرة منذ سنوات عديدة نجد فى أسبوع واحد يلتقى عيد القيامة عند الأخوة الأقباط بعيد الفطر المبارك عند المسلمين يتوسطهم عيد تحرير سيناء وعيد شم النسيم وأيضا عيد العمال فى تركيبة غريبة جدًا تجعلك كمصرى تشعر بالزهو والفخر بأننا كشعب واحد نحتفل بكل هذه الأعياد فى وقت واحد وفى أيام قلائل وكأن الله سبحانه وتعالى يرسل رسالة لنا بأننا كمصريين لابد أن نتمسك بالنسيج المصرى الممزوج بالمحبة وبالأخوة طوال تاريخ طويل يصل لآلاف السنين.

مصر هى بلد الحضارة شعبها واحد ونسيجها واحد لا تفرقه جماعات ولا تضره صراعات ومهما حدث من مروجى الفتن ومشعلى الحرائق فى الداخل والخارج ومن مخططى الإرهاب والتطرف ستظل عين الله سبحانه وتعالى ترعى مصر وتحرسها، وقد أرسل لنا إشارة بأن تتجمع الأعياد كلها فى وقت واحد وفى أسبوع واحد وكأن الله سبحانه وتعالى يقول لنا بأنكم شعب واحد ويقول لنا: «مبارك أهل مصر» ويقول للآخرين “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” لأنها بالفعل بلد الأمن والأمان بلد الأزهر والكنيسة بلد الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية والرومانية.

وفوق كل هذا بلد الحب والسلام، بلد أهل العلم والعلماء.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها إلى يوم الدين.