الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكمة الأفلام

حكمة الأفلام

لا شك أن الأفلام السينمائية كانت ولا تزال أحد أكثر وسائل التعبير الدرامى جاذبية وتأثيرًا، وهذا التأثير يعتمد على المحتوى المقدم وكذا أيضًا على أسلوب العرض والتقديم، ولا خلاف –ولو نظريًا-على أن المحتوى أكثر أهمية من الشكل ولكن ونظرًا لسحر الصورة فإن الأمر لا يكون لصالح المحتوى دائمًا، وبالرغم من ذلك فإننا نجد محاولات لتحقيق الهدفين معًا من خلال خلطة درامية تجارية ذات هدف، نرى ذلك كثيرًا فى السينما الأمريكية مقارنة بالسينما الأوروبية وخاصة الفرنسية حيث يتم الاهتمام بالمحتوى بصورة أكبر من الاهتمام بالشكل وأسلوب التقديم.



ولأن أهداف الدراما تتنوع ما بين التسلية والارتقاء بالذوق والأخلاق والسمو الروحى من خلال قصة ومشاهد وأحيانًا أخرى من خلال الحوار المباشر بين أبطال العمل وهو ما يطلق عليه “عمق الشخصيات” فإن الأمثلة على هذا فى السينما العربية ليست بالكثيرة.

نعود خطوة إلى ما قبل العمل السينمائى فننظر إلى الأعمال الأدبية والروايات فنجد على سبيل المثال محاولة من الكاتبة الصحفية “علية سرور” لتجميع الحكم والأقوال المأثورة التى تناولها الكاتب الكبير نجيب محفوظ فى عدد كبير من رواياته الشهيرة والتى أجراها فيها على لسان الشخصيات، جمعتها الأستاذة “علية” فى كتيب صغير بعنوان “حكمة الحياة”، وهو كتيب أراه جديرًا بالقراءة والاقتناء.

عودة إلى الأعمال الدرامية وخاصة الأفلام السينمائية حيث حاولت مقارنة الأفلام المصرية بالأفلام الأمريكية على سبيل المثال من حيث عدد الحكم ودروس الحياة التى أجراها صناع الأفلام على ألسنة أبطال العمل وهنا وجدت أن هذا الأمر نادر جدًا فى السينما المصرية والعربية إلا فى حالة الإفيهات الكوميدية الضاحكة، خلاف هذا لا نجد حكمًا يمكن تذكرها، ربما نجد بعض الأقوال الشهيرة فى عدد محدود من المشاهد الهائمة ولكن لا يمكن اعتبارها حكمًا بالمعنى المتعارف عليه.

أما فى السينما الأمريكية فإن الأمر يختلف كثيرًا، ربما ساعد على اكتشاف ذلك وجود مواقع سينمائية متخصصة مثل موقع Internet Movide Database (https://www.imdb.com) والذى يستعرض بأسلوب سهل وبسيط جميع المعلومات عن الأفلام وأبطالها وطاقم العمل وكذا أيضًا تقييم المشاهدين لها ويشمل أيضًا أهم المقولات الشهيرة فى مشاهد تلك الأفلام وهى التى نجد فيها الكثير من الحكم وربما لا يمر فيلمًا واحدًا مهمًا كانت درجة عمقه أو تفاهته إلا ونجد حكمة واحدة أو أكثر حتى فى أفلام الكارتون والخيال العلمى والأفلام الكوميدية والاستعراضية أيضًا وهى نسبة طبيعية مشابهة لما نمر به كل يوم فى نقاشاتنا مع الناس على اختلاف ثقافاتهم أو مستوياتهم الاجتماعية أو الاقتصادية.

أتمنى أن نجد هذا العمق قد انتقل من الواقع إلى السينما بنسبه العادية ولا أقول بنسب مبالغ فيها مثلما فعلت السينما بنسب الجريمة والعنف.