السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أم كلثوم ترد على فتحى غانم!

أم كلثوم ترد على فتحى غانم!

«الفن فى حياتنا» واحد من أجمل وأعمق كتب الأديب الكبير الأستاذ فتحى غانم وهو ليس رواية أو مجموعة قصص قصيرة بل دراسة عميقة ومهمة عن أسماء ذات بصمة كبيرة ومهمة فى حياتنا مثل الفنان محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وزكى طليمات وتوفيق الحكيم. صدر الكتاب عام 1966 فى سلسلة الكتاب الذهبى الذى كان يصدر عن مؤسسة «روزاليوسف» وقبل ذلك كانت الدراسة تنشر مسلسلة أسبوعيا فى مجلة صباح الخير!



كانت أم كلثوم حريصة على أن تقرأ ما يكتبه عنها الأستاذ فتحى غانم، وهذه سطور مما كتبه الأستاذ فتحى غانم عنها: «صاحبة الموهبة الفذة وابنه الشعب الحقيقى من الفلاحين الفقراء أولئك الذين اكتشفوها وكانوا أول من منحها حبه وهى تعلم أن جمهورها يهتم قبل كل شىء بشخصها هى ممثلا فى صوتها قبل أن يهتم بكلماتها أو بألحانها، ولذلك فرضت أم كلثوم صوتها على اللحن، كما كان لها الحق الأول والأخير فى اختيار الكلمات التى تغنيها وتعديلها مهما كان الشاعر الذى يؤلف أغانيها، شوقى أو رامى أو بيرم التونسى!!

ومع كل الإعجاب الذى يظهره فتحى غانم لأم كلثوم إلا أنه يعاتبها بقوله إن اهتمامها بصوتها أكثر من اللازم جعلها تبتعد عن المشاركة فى المسرح الغنائى ومحاولة خلق الأوبرا المصرية!

وكانت المفاجأة عندما كتبت أم كلثوم ردا على ما كتبه فتحى غانم ونشرته صباح الخير وقالت فيه: إن لى رأيا فيما كان عليه الغناء المسرحى فى مصر أنه لم يكن أوبرا ولا أوبريتا ولا غناء مسرحيا بالمعنى المفهوم، كانت مجرد أغان فوق المسرح ولا تنسجم مع القصة المسرحية بل هى تقطع سياق القصة وتقف المغنية أو المغنى ليؤديا دورهما فتصبح الأغنية فى جانب والموسيقى فى جانب والقصة نفسها فى جانب ثالث، ولا يربط بين هذه العناصر الثلاثة - الأغنية والقصة والموسيقى أية صلة غير اجتماعها بالصدفة فى مكان واحد فوق خشبة المسرح!

ولم أرض عن هذا الأسلوب فى الغناء، فإما أن تكون لدينا أوبرا وأوبريت بطريقة فنية سليمة أو أمتنع عن الظهور على المسرح لأغنى خلال مسرحية أعتقد أن الغناء لا يتفق معها!!

ولم تكتف أم كلثوم بهذا التوضيح بل مضت تشرح فكرتها بالتفصيل فتقول: نحن نستطيع بالموسيقى الشرقية والآلات الشرقية أن نقدم أوبرا صادرة من تراثنا وحياتنا وتبهر العالم كله، وفكرتى عن هذه الأوبرا تتلخص فى النقاط التالية:

1- الاعتماد على التراث الموسيقى القديم ولا أقصد به الألحان القديمة بذاتها، أنها تستلهم روحه وتربطها بواقع حياتنا.. وهو يجمع بين الموسيقى والرقص والغناء فى الأندلس وفى أيام العباسيين، وإخراج تابلوهات تستمد أصولها من هذا التراث وتؤلف لها قصة مناسبة!

2- إعداد أصوات مختلفة لتشترك فى الغناء وإعداد كورس غنائى مدرب.

3- المحافظة على الآلات الشرقية والمقامات الموجودة فى الموسيقى الشرقية ولا توجد فى الغربية وأن نصنع آلاتنا الموسيقية فى مصر لأن الآلات النحاسية والخشبية التى تصنع فى الخارج لا تستطيع أن تؤدى «الربع مقام» ولو تحققت هذه الظروف كلها فسترى مولد الأوبرا المصرية كفن حقيقى!

انتهى رد أم كلثوم المبالغ الأهمية، فهو يكشف فى المقام الأول عن فنانة مثقفة صاحبة رأى ووجهة نظر تماما كما كانت تملك صوتا يندر أن يتكرر، بل هى نفسها أسطورة مستحيل أن تتكرر ثانية!