الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
مصر وطن الرسالات الفنية والأولياء المبدعين

مصر وطن الرسالات الفنية والأولياء المبدعين

مصر هبة المبدعين وارض الرسالات الفنية ووطن الاولياء المبدعين أيضا.. هكذا تقول كل مناسبة سعيدة كانت او حزينة مبهجة أو صادمة..



هذا الاسبوع خيم الحزن العميق سماء مصر بعد رحيل «فنان الشعب» فى هذا العصر واحد الاولياء المبدعين على ارضها «سمير صبرى» بعد أيام قليلة من رحلة علاج اوحى خلالها انه استرد صحته للمقربين منه مبشرا باستئناف حياته الفنية التى لا يستطيع العيش بدونها برسالة من هاتفه المحمول بإذاعة حلقة من برنامجه الاذاعى «ذكرياتي» إخراج ابنه الروحى فى السنوات السبع الاخيرة محمد تركى والذى تكفل بكتابة الرسالة لأقرب الصحفيين منه يقول فيها ترقبوا حلقة جديدة من ذكرياتى مع نجمة اﻻوبرا العالمية فرح ديبانى بعد أن غنت مؤخرا أمام الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية أمام حشد كبير وصل عدده إلى 100 الف مدعو من الضيوف أسفل برج ايفل امام المسلة المصرية فى باريس وبعد أن غنت النشيد الوطنى الفرنسى قام الرئيس ماكرون بتقبيل يدها قائلا أصبح الآن عندنا مسلة مصرية جديدة.. فرح ديبانى روت ايضا وقائع تكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسى بعد غنائها رائعة عندليب الغناء المصرى عبد الحليم حافظ «وحياة قلبى وأفراحه»: أمام 30 رئيس دولة فى مقر منظمة اليونسكو بمناسبة مرور 75 عاما على إنشائها واذيعت الحلقة يوم الثلاثاء الماضى قبل 3 ايام من رحيله واستقبلها مع جمهوره بسعادة بالغة ولم يكتف بذلك بل قام فى اليوم نفسه بتسجيل 3 حلقات مع مادلين طبر وفاروق فلوكس وحسن يوسف والاذاعية الكبيرة إيناس جوهر وكان يعد الحوار الاخير لإذاعته فى الاحتفال بمرور 88 على انطلاق الاذاعة المصرية فى 31 مايو القادم الموافق الثلاثاء وهو ايضا موعد اذاعة برنامجه (لاحظوا روعة هذه الرؤية وعمق النظرة لهذه المناسبة) فهو مدين بشهرته ونجوميته للإذاعة المصرية التى شهدت مولده الفنى وانفجار موهبته فى البرنامج الاوروبى والتى منها بدأ وعبر اثيرها شهادة وفاته رغم تعدد نشاطه الابداعى الشمولى مذيعا وممثلا ومغنيا واستعراضيا وراويا لذاكرة الابداع المصري.

الفنان الكبير هانى شاكر بعد تكريمه بجائزة الابداع الفنى لخص كل هذا بعنوان جامع مانع فى افتتاح مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما الذى يرأسه الاب بطرس دانيال بقوله: سمير صبرى ليس مجرد فنان بل «مجموعة فنانين فى بعض» هذا المهرجان ثم تحول بعد ساعات قليلة من اعلان وفاته الى سرداق عزاء وبدأ بالوقوف دقيقة حداد للفنان الراحل وارتدى ضيوفه من الفنانين المكرمين الملابس السوداء حزنا على رحيله وتسابقوا فى اطلاق رسائل العزاء المؤثرة و التلقائية والتى تليق بتاريخه الطويل وابداعاته التى لا تعد ولا تحصى فنيا وإنسانيا.

مهرجان المركز الكاثوليكى نفسه كان مخططه الاخير ولم يمهله القدر بعد ان اتفق مع الفنانة الكبيرة سميرة احمد التى منحها المهرجان جائزة الريادة بحضوره ليلة وفاته معها على ان تقوم بالمرور عليه والذهاب معه. 

المطران نيقولا هنرى تيڤينا سفير الڤاتيكان بمصر فى افتتاح مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما ختم أسرع ليلة تأبين لفنان بالتغنى بمصر وارضها وقوتها الناعمة بكلمات جميلة وبديعة تعكس حبه لام الدنياو ترسم عظمة مصر المكان والمكانة وقال:إن الاشخاص المعروفين بالفعل بمواهبهم وقدرتهم على الترفيه والتعليم يؤثرون فى قيم الحياة والاسرة ونقل رسالة الجمال والوئام والوحدة وبناء الانسان واضاف: بارك الله مصر ومنحها مكانة رائدة جغرافيا وتاريخيا على امتداد القارة الآسيوية والإفريقية وفيها أرضية إنسانية مواتية لهذه المهمة المتمثلة فى نقل القيم الطبيعية التى لا يتوقف الله عن الكشف عنها ابدا والذى يدعونا للتوافق معه لكى ننمو فى الحكمة وفى الجمال الروحى والفكرى والانساني. وليبارك الرب كل الفنانين المكرمين هذا المساء ومن اختارهم وكل الحاضرين معنا والذين رحلوا بعد أن لمس كل هذا الوفاء العظيم لفنانين يعطوا وفنانين غابوا عنا.. رحم الله الفنان الكبير سمير صبرى.