الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مشروع القرن

مشروع القرن

ما جرى ويجرى تنفيذه من مشروعات قومية ضخمة على أرض مصر من توشكا وأسوان ومحافظات الصعيد إلى الساحل الشمالى الغربى فى مشروع مستقبل مصر الزراعى بطول وعرض مصر هو جزء لا يتجزأ مما تشهده مصر كلها من حركة متسارعة فى الإنتاج الزراعى والصناعى وهى انطلاقة قوية على طريق التنمية الشاملة بكل صورها وكل معانيها وعلى جميع مستوياتها فى إطار خطة استراتيجية متكاملة للنهوض بالدولة وتحقيق طموحات الشعب لبناء وإقامة الدولة المصرية الحديثة بعد أن ظلت مصر طوال أكثر من خمسين عامًا محلك سر لا تتحرك من ثباتها العميق مما جعلها تتخلف عن مواكبة العصر وجعلها محلك سر ،الأمر الذى وضع الدولة فى موقف حرج حتى جاءت مصر الجديدة بقيادتها الجديدة لتعيد بناء مصر من جديد حتى تستطيع أن تحقق الاكتفاء الذاتى من السلع وتتجه للتصدير.



فمصر كانت سلة غذاء العالم من عهد الفراعنة وحتى وقت ليس ببعيد وقد شاهدنا فى الأيام الأخيرة مشروع مستقبل مصر الزراعى ،وهو من المشروعات الزراعية العملاقة التى تطلقها الدولة المصرية والحكومة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى ،والذى يضمن زراعة مليون و50 فدانًا تم بالفعل العمل فى 350 ألف فدان سوف تضاف إلى الرقعة الزراعية وهذا المشروع سوف يضيف ميزة كبيرة لمصر بأنه يقلل الاحتياج للاستيراد من الخارج والعجز فى الإنتاج خاصة فى القمح والحبوب بالإضافة إلى الميزة الكبرى لهذا المشروع وهو المساهمة فى تشغيل أيد عاملة كثيرة من خلال زراعة عدد من المحاصيل الاستراتيجية التى يوجد بها أزمة من حيث الزيادة فى حجم استيرادها من القمح والذرة الشامية والفول الصويا وعباد الشمس وبنجر السكر والمفاجأة الحقيقية فى هذا المشروع والتى تمثل بشري سارة للمصريين أنه تم بالفعل جنى محصول القمح من نحو 40 ألف فدان من الـ350 ألف فدان التى تم استصلاحها وبنجر السكر نحو 50 ألف فدان وفول الصويا نحو ألف فدان.

أما فى السنة القادمة فسوف يتم استصلاح وإضافة نحو 350 ألف فدان أخرى سيتم زراعتها بالكامل بمحصول القمح وهو ما يعنى أننا فى طريقنا لسد الفجوة الكبيرة بين حجم الإنتاج والاستيراد من القمح خاصة بعد أن أظهرت الحرب الروسية الأوكرانية مدى الأزمة الكبيرة التى كان من الممكن أن تقع فيها لولا سياسة الدولة المصرية فى تنويع مصادر الاستيراد وهو ما يعنى أن المستقبل القريب سوف تحقق مصر اكتفاء ذاتيا من السلع الاستراتيجية كما فعلت فى الأرز والسكر وغيرهما من المحاصيل وهو ما يؤكد أن هذا المشروع هو بالفعل مشروع القرن فإذا استطاعت مصر طبقًا للسياسات الموضوعة من قبل الدولة من 5 إلى 7 سنوات أن تحقق اكتفاء ذاتيا من القمح يصل إلى 90٪ فإنها سوف تكون قد حققت حلما وأملا كبيرا للمصريين بعد أن كانت فى الماضى تنتج نحو 40٪ فقط من هذه السلع والآن أصبحت تنتج حوالى 50٪ ومن المتوقع فى العام المقبل أن يصل حجم الإنتاج إلى نحو 60٪.

والعائد الحقيقي أننا يومها لا يستطيع أحد أن يتحكم فينا بالإضافة إلى توفير العملة الصعبة وتوفير فرص عمل للشباب بالإضافة إلى تحقيق الطموحات المشروعة لكل الشعب المصرى فى الانتقال بالدولة المصرية إلى مصاف الدول القوية الحديثة المتطورة، مصر الآن أصبحت على الطريق الصحيح وعلينا جميعًا أن نتكاتف من أجل تحقيق حلم الاكتفاء الذاتى حتى نتحرر من عقدة الاستيراد.