الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
روزاليوسف بعيون فاطمة رشدى!

روزاليوسف بعيون فاطمة رشدى!

«كفاحى فى المسرح والسينما» عنوان كتاب الفنانة الكبيرة «فاطمة رشدى» صاحبة لقب «سارة برنارد الشرق» روت فيه مشوارها الطويل فوق خشبة المسرح وكواليسه وحكايات وأسرار نجوم تلك الفترة الذهبية للمسرح المصرى فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى. لفت انتباهى فى مذكراتها ما كتبته عن السيدة «روزاليوسف» الفنانة المسرحية فى ذلك الوقت، ورغم أن مذكرات فاطمة رشدى صُدرت عام 1971 أى بعد مرور 13 سنة على وفاة روزاليوسف إلا أنها لم تنساها وتذكرت فضلها عليها.



تقول فاطمة رشدى إن المخرج الفنان «عزيز عيد» هو صاحب الفضل الأول عليها واستمعت منه إلى مشواره الطويل مع المسرح وتكوينه لفرقة مسرحية سنة 1912 كان من بين أبطالها روزاليوسف ومحمد عبدالقدوس، ثم فرقة أخرى بعد عدة سنوات ضمت روزاليوسف ونجيب الريحانى وحسن فايق، ثم تضيف قائلة:

وهنا أقف وقفة لابد منها أنوه فيها بتأثرى وإعجابى الشديدين بفنانة المسرح الراحلة «روزاليوسف» فقد كنت أقف بين الكواليس حينما تكون على المسرح تؤدى دورها لأشهد ما تصنع، ولأسمع صوتها وكيف ينساب ً بالدور الذى تمثله.

كانت أكثر من رائعة وهى تمثل دور «الطفل» «دافيد كوبر فيلد» فى رواية «شارلز ديكنز» الذى لم يجاوز من العمر اثنى عشر عامًا، وقد جاوزت الأربعين!

ولما عرفت بعد هذا أن سارة برنارد كانت تمثل غادة الكاميليا والنسر الصغير بعد أن جاوزت الستين بمراحل أدركت أن السن لا تقف عقبة أمام الموهبة والخبرة!

وأذكر إننا جميعا - أعضاء الفرقة - نتكدس بين الكواليس فى الليالى التى عرضت فيها رواية «الدم» لنشهد «روزاليوسف» وهى تحاور «يوسف وهبى» على خشبة المسرح محاورة عنيفة، تجعل الدم يغلى فى عروقنا ونحن ننظر مشدودين إليها فى إعجاب وإعزاز عظيمين. وتحكى «فاطمة رشدي» عن الخلاف الذى دب بين يوسف وهبى وروزاليوسف مما أدى إلى انفصالها وتركها لفرقة يوسف وهبى وتكمل قائلة:

وحانت فرصتى لأمثل أدوارها وغيرها من الأدوار التى كانت تُسند إليها، ونجحت حتى أطلقت علىّ الجماهير والصحافة لقب «سارة برنارد الشرق»!

وتروى فاطمة رشدى هذه الحكاية البالغة الدلالة وموقف روزاليوسف معها وكانت تمثل مسرحية «النسر الصغير» فتقول:

سمعت وأنا أؤدى دورى على المسرح لغطًا بين الكواليس صادرًا من بعض الزميلات تخللته عبارات السخرية والتهكم، وارتفع اللغط فأصبح حوارًا مسموعًا ضايقنى فى أثناء أدائى!

وكانت بعض الزميلات ينثرن شائعات ظالمة عنى هنا وهناك فاستقبلتها بسخرية وعدم اكتراث، فلما أُسدل الستار وجهت إليهن اللوم والعتاب مذكرة إياهن بوجوب احترام قدسية المسرح، فلم يسعهن إلا التمادى فى السخرية والتهكم وانتهينا إلى مشاجرة بينى وبينهن انتهت بأن انفصلنا أنا وعزيز عيد عن فرقة رمسيس!

وقد فوجئت فى ليلة بالسيدة روزاليوسف تسعى إلىّ بعد مشاهدة «النسر الصغير» لتهنئنىء بحرارة!

واسمحوا لى أن أنقل هنا ما كتبته عنى - فى أيامى الأولى - روزاليوسف فى مذكراتها قالت: «فاطمة رشدى الفنانة المجتهدة التى لم تكن تترك نسختها من الرواية التى تمثلها إلا لحظة دخولها المسرح، لا تكف عن الحفظ والتمرين والتجربة، وهى تتألق عادة فى دور القوية الإرادة العنيفة التى تناضل دون ما تريد، ولست أدرى ما الذى جعل فاطمة رشدى تعتزل المسرح وتترك فيه هذا الفراغ الكبير». شهادة مهمة فى حق السيدة روزاليوسف!