الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تفوق الثانوى الفنى

تفوق الثانوى الفنى

بعد إعلان نتيجة المرحلة الإعدادية كنت أظن كما كان يحدث فى الماضى بأن أولياء الأمور يسابقون الزمن لإلحاق أبنائهم بالثانوى العام الذى يتم التقديم له لأصحاب المجموع العالى كما كان يحدث دائما ويظل صاحب المجموع القليل فى حيرة من أمره أى مدرسة يلتحق بها بعد أن يكون قد اسودت الدنيا فى وجهه ووجه ولى أمره ظنًا منه أن مستقبله قد ضاع بعد أن يقضى ثلاث سنوات فى الثانوى الفنى ثم يتخرج لينضم إلى طابور العطالة بين الشباب الذين أصبحوا بالملايين.



لكن الأمر اختلف تمامًا وشاهدت بأم رأسى معظم أولياء الأمور يتسابقون فى السؤال عن المدارس الفنية فى كل مكان، وكانت المفاجأة بالنسبة لى بأن عددًا كبيرًا من المدارس الفنية تقبل بمجموع أكبر من الثانوى العام وبكثير فعلى سبيل المثال مدارس التمريض التى تفوقت فى قبولها للطلاب بمجموع أكبر من الثانوى بأزيد من 20 درجة ففى محافظة الجيزة على سبيل المثال وبعد ظهور النتيجة وإعلان التنسيق الثانوى العام تبين بأنه يقبل من مجموع 220 درجة فى حين أن مدارس التمريض فى الجيزة زاد القبول فيها على مجموع 250 درجة بزيادة 30 درجة عن الثانوى والأهم من ذلك أن أعداد الطلاب الذين يحاولون الالتحاق بمدارس التمريض أكثر بكثير من العدد المطلوب وهو ما يعكس وعى أولياء الأمور بأنهم بدأوا يفكرون فى مستقبل أولادهم بشكل أكثر واقعية وأكثر ضمانًا وأمانًا لمستقبل أولادهم خاصة أن مدارس التمريض تؤهل خريجيها إلى العمل مباشرة فى وظيفة إنسانية مهمة بالإضافة إلى أن العمل فى هذه الوظيفة يضمن للخريج دخلًا مقبولًا ومضمونًا بالإضافة إلى أن الفرصة متاحة لهم بعد الحصول على دبلوم التمريض للالتحاق بمعهد التمريض مباشرة.

هذا الأمر ينطبق على مدارس أخرى ظهرت فى السنوات الأخيرة أصبحت مهمة جدًا فى حياتنا مثل مدرسة السكة الحديد الثانوية ومدارس توشيبا ومدارس الضبعة النووية ومدارس السويدى للكابلات ومدارس الطباعة والنسيج وغيرها من المدارس التى أصبح لها مستقبل كبير وأصبح الإقبال عليها شديدًا وهناك أيضا مدرسة التكنولوجيا الزراعية بتوشكى.

التعليم الفنى ظل سنوات طويلة يرسخ لدى المجتمع صورة ذهنية سلبية برغم أن المجتمعات الغربية لم تنهض إلا بفضل التعليم الفنى فى مجالاته الزراعية والصناعية والتجارية، حتى استطاعت الحكومة المصرية فى السنوات العشر الأخيرة وضع خطة لتحسين مستوى التعليم الفنى وهو ما انعكس على ترتيب مصر فى التعليم الفنى من الترتيب 112 على مستوى 138 دولة فى عام 2017 إلى الترتيب 80 فى العام 2020، ومن المتوقع أن يقفز مرة أخرى ليصل إلى الترتيب 60 هذا العام وهو ما يؤكد أن هذه الخطة تلاقى نجاحًا وقبولًا كبيرًا لدى أولياء الأمور الذين يفكرون فى مستقبل أفضل لأبنائهم ومن أجل خلق فرص عمل حقيقية تنتظرهم بعد التخرج مباشرة، فمن منا كان يتصور فى يوم من الأيام أن التمريض فى مصر يتم القبول فيه بدرجة أعلى من الثانوى العام ومن منا كان يتصور أن يكون عندنا فى مصر مدارس ثانوى فنى للنسيج وللكهرباء وللطاقة الشمسية وتكنولوجيا الزراعة وغيرها.

الآن أصبحت واقعًا بل إن الإقبال عليها أصبح بمجموع أكبر من الثانوى العام وأى خريج من هذه المدارس أصبح مستقبله مضمونًا مائة بالمائة وتتلقفه الشركات فى الداخل والخارج.

علينا فقط أن نفكر بطريقة صحيحة ثاقبة للمستقبل سنجد أن أغلب مشاكلنا سوف تحل بإذن الله تعالى.