
محمد صلاح
سنوات الإنجاز والإعجاز
أكثر مراكز الدراسات السياسية تفاؤلا فى العالم لم تتوقع لحظة واحدة أن رياح التغيير ستهب على مصر، وتزيح جماعة إرهابية لا تعترف بقدسية الدولة ولا بالقانون، وتهدد أمن واستقرار الوطن، فالجميع كان على يقين بأن تلك الجماعة أمامها نصف قرن حتى يتم إزاحتها من الحكم، بعدما تمكنت بأساليبها الشيطانية من السيطرة على مفاصل الدولة.
ولكن بإصرار المصريين على التغيير، ومساندة القوات المسلحة للإرادة الشعبية، تحققت الإرادة الإلهية فى30 يونيو 2013، ليتم إنقاذ مصر والوطن العربى والعالم من فوضى جماعة الإخوان الإرهابية، بعدما نجحت ثورة 30 يونيو فى إنهاء مشروع إخوان الشياطين، واستعادت هوية الدولة الوطنية، قبل أن تتحول مصر إلى مجرد ولاية يحكمها المرشد، وملاذا للجماعات الإرهابية.
منذ توليه المسئولية، ظلت الأولوية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسى هى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، وتثبيت أركان الدولة، وبناء مؤسساتها الوطنية، وبناء دولة عصرية حديثة تحترم سيادة القانون وتمتلك مقومات القوة الشاملة لتدشين جمهورية جديدة تليق بآمال وطموحات المواطنين، ويشعر فيها المواطن بالأمن والأمان.
على مدار 8 سنوات، نجح الرئيس السيسى فى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، ثم تحققت ملحمة البناء والتنمية، بتنفيذ عدد ضخم من المشروعات القومية العملاقة أحدثت طفرة اقتصادية غير مسبوقة بشهادة المؤسسات الدولية، وتنفيذ رؤية إصلاحية وطنية لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية باستصلاح مساحات شاسعة من الأراضى الصحراوية فى الدلتا الجديدة وزراعتها بمحصول القمح، بهدف تحقيق الأمن الغذائى فى ظل التحديات التى يشهدها العالم، فضلا عن تحسين جودة حياة 60 مليون مواطن فى القرى والعزب والنجوع ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
خلال 2920 يوما، تحققت انجازات كانت أشبه بالمعجزات، فقد استعادت مصر مكانتها الإقليمية والدولية، وبقدراتها الدبلوماسية وامتلاكها قوة الردع، تمكنت من منع التدخل فى شئونها الداخلية، وأصبحت صاحبة التأثير الأقوى فى القرار السياسى، إقليميا ودوليا، والحارس الأمين للأمن القومى العربى.
حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على صياغة عقد جديد بين الدولة والشعب، حدد خلاله الحقوق والواجبات، كما تم إطلاق استراتيجية بناء الإنسان، التى تستهدف بناء الشخصية المصرية، والاستثمار فى الأجيال الجديدة، لبناء وطن يتميز أبناؤه بالقيم والأخلاق، وتلافى السلوكيات والتشوهات التى أصابت المجتمع بعد عام 2011، نتيجة سيطرة السوشيال ميديا وتهديدها لأمن واستقرار المجتمع، حيث تم تطوير منظومة التعليم، وبناء جامعات حكومية وأهلية بمواصفات عالمية تتواكب مع طبيعة العصر، وتطوير منظومة الرعاية الصحية، وترسيخ قيم المواطنة وعدم التمييز، واعتماد آليات للتواصل بين المواطنين والمسئولين التنفيذيين، وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب، ثم تأسيس تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لتجديد المياه الراكدة فى الحياة السياسية والحزبية.
التجربة المصرية صارت ملهمة للكثير من بلدان العالم، فخلال 8 سنوات، تحققت المعجزة بزيادة المساحة المأهولة من 7% إلى 12% من مساحة مصر، وإقامة مشروعات قومية كبرى باستثمارات تصل إلى 8 تريليونات جنيه، حيث تم بناء 30 مدينة من مدن الجيل الرابع، وفى مقدمتها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، والجلالة، بما يتيح إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، فضلا عن إنشاء شبكة عالمية من الطرق والكبارى والتى تمثل شرايين التنمية، وأكثر من 17 مدينة صناعية، واستصلاح 2.5 مليون فدان التى تمثل طوق نجاة لتحقيق الاكتفاء الذاتى والأمن الغذائى من السلع الاستراتيجية فى تلك المرحلة الصعبة من تاريخ العالم، فقد حرصت دولة 30 يونيو على توفير حياة كريمة للمواطنين، وهو ما تحقق على أرض الواقع.