الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بريطانيا تمنع إحسان عبدالقدوس من السفر!

بريطانيا تمنع إحسان عبدالقدوس من السفر!

كانت مجلة «روزاليوسف» وكل ما ينشر بها من أخبار ومقالات وآراء ورسوم كاريكاتيرية هى أكثر ما يغضب ويثير غيظ وحنق السفارة البريطانية فى مصر وعلى رأسها المندوب السامى البريطانى «سير مايلز لامبسون» ـ اللورد كيلرن ـ وفى عام 1945 طالب إحسان عبدالقدوس فى واحد من أشهر وأجرأ مقالاته بخروجه من مصر، وصودرت «روزاليوسف» واعتقل إحسان عبدالقدوس.



وتصف السيدة «روزاليوسف» سير مايلز لامبسون بقولها إنه أخطر من مثل بريطانيا فى مصر رجل لا يعرف الحدود ولا القيود وشخصيته القوية الطاغية!

وفى المرة الوحيدة التى قابلته فيها فى أحد الحفلات قال لها ضاحكًا: اترين أننى أجمل من الكاريكاتير الذى ترسمه لى مجلتك!

وتعلق السيدة ـ روزاليوسف: كنت أعرف أنه يغتاظ جدًا من الكاريكاتير الذى كان يبدو فيه قبيحًا كبير السن ربما لأنه متزوج من شابة جميلة تصغره بكثير!

وأصبح إحسان عبدالقدوس رئيسًا للتحرير ولم يتغير موقف السفارة البريطانية أو لورد كيلرن من «روزاليوسف» وإحسان بل ازداد تعنتًا وتعسفًا.

وفى نوفمبر 1946 خرجت مجلة «روزاليوسف» بمقال جرىء وعنيف عنوانه «روزاليوسف»  وبريطانيا العظمى «قالت فيه:

إننا لا نكره الإنجليز ولا نعاديهم، ولكننا لا نؤمن على كل حال بصداقة الاسياد للعبيد، ولا نعترف إلا بالصداقة التى تقوم بين السيد والسيد.. والند للند!

ومن سوء الحظ أن بعض موظفى السفارة البريطانية فى مصر لا يشاركوننا هذا الرأى!

ونحن حين نهاجم الإنجليز ـ لا نهاجم حبًا فى سواد عيون الروس أو الطليان، وإنما نهاجمهم لأننا نؤمن بأنهم شعب استطاب الولوع من استغلال الشعوب!

ولكن يظهر أن السفارة الإنجليزية فى «مصر المستقلة» لا تريد أن تعرف لها حدودًا لا تتعداها ولا تتخطاها!

ثم تروى «روزاليوسف» هذه الواقعة الغريبة قائلة:

فمنذ أسابيع حاول الأستاذ «إحسان عبدالقدوس» رئيس تحرير هذه المجلة أن يسافر مع «صدقى باشا» ـ رئيس الوزراء ـ إلى لندن، فرفضت السفارة البريطانية فى أول الأمر السماح له بدخول البلد الحليف الصديق المرتبط معنا بمعاهدة لم تكن درجة الحب والغرام فى نصوصها كما ينبغى، فدخل الطرفان فى مفاوضات جديدة لرفع درجة لهاليب هذا الحب وذاك الغرام!

وقال المسئولون لرجال السفارة الأفاضل: ولكن رئيس تحرير «روزاليوسف» سافر فى رحلة صحفية مع رئيس الحكومة فلماذا تمنعونه؟

وهنا هرش أحد المسئولين الإنجليز رأسه طويلًا ثم قال: 

ـ إن السفارة قد توافق على سفر «رئيس تحرير روزاليوسف» إذا ضمنه رئيس الوزراء!!

كأنما أصبح الصحفى مجرمًا يحتاج سفره إلى ضمان وإلى استخراج فيش وتشبيه وصحيفة سوابق والوطنية فى مصر اليوم أصبحت سابقة السوابق!

وأخيرًا بعد مباحثات ومفاوضات تنازلت السفارة عن شرط الضمان وكان السفر!

ولم تكتف «روزاليوسف» بتفاصيل قصة إحسان مع السفارة البريطانية، بل وصل الأمر بالمندوب السامى البريطانى إلى منع الصحفيين فى «روزاليوسف» من السفر إلى السودان لتغطية ما يجرى بها من أحداث سياسية فى ذلك الوقت!!

وللحكاية بقية!