حوادث العيد

حوادث الطرق وخاصة الطرق السريعة كان لها النصيب الأكبر هذا العام من حصد أرواح عدد كبير من المواطنين الذين راحوا ضحايا لنزيف الأسفلت خاصة مع السرعة الجنونية التى يقود بها البعض سيارته ممن يشغلون الطرق التى لم يكن عليها ازدحام ويتحركون بسرعات كبيرة، الأمر الذى أدى لوقوع عدد كبير من الحوادث القاتلة، والمفجع فى هذا العيد أن معظم الحوادث حصدت أرواح أسر كاملة بأقاربهم كان أهمهم بالطبع أستاذ الجامعة بأسيوط الذى كان يقود سيارته على الطريق الصحراوى الغربى من أسيوط إلى الأقصر والذى راح ضحيته هو وزوجته وأولاده الخمسة فى حادث مروع وصف بأنه من أسوأ حوادث الطرق على الإطلاق خلال العشر سنوات الأخيرة حيث ماتت الأسرة فى الحال.

وفى الشرقية خطف الموت شابا وخطيبته وشقيقين وسيدة وطفلتها وزوجين وطفلهما فى يوم واحد بمحافظة الشرقية.

وفى محافظة الأقصر وداخل تروسيكل يقوده الأب كانت تتعالى ضحكات الأبناء السبعة فرحين مهللين بعودتهم من الملاهى احتفالا بالعيد ومعهم الأم والجدة وأحد أقاربهم ولكن فجأة تحولت الفرحة إلى صراخ وبكاء بعدما انزلقت عجلة التروسيكل ليسقط دخل إحدى الترع، الأب يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أبنائه وهم يتشبثون به والجدة تصرخ لعل الله يرسل أحدا لينقذهم ولكن كان الموت أقرب للأبناء الـ6 من يد والدهم التى لم تتمكن من إخراجهم إلا طفل واحد يبلغ من العمر 11 سنة.

وفى كفر الشيخ ذهب عريس لإحضار المأذون لعقد قرانه على حبيبته التى طالما حلم باليوم الذى يأتى عليهما ليكونا سويا تحت سقف واحد إلا أنه لم يعد لا هو ولا المأذون ولقيا حتفهما معا إثر حادث تصادم على الطريق الدولى الساحلى السريع ليخيم الحزن على الأسرة بأكملها ويتحول عيدهم وفرحهم إلى ميتم وحالة من الحزن الشديد.

وقد أثبتت الإحصائيات بأن أكثر من 35 شخصا لقوا حتفهم فى حوادث الطرق خلال فترة اجازة العيد لوحدها رغم وجود الانتشار الأمنى المكثف على الطرق والتى استطاعت أجهزة الأمن خلال تلك الفترة تحرير ما يزيد عن 3285 مخالفة مرورية أغلبها مخالفة بالسرعة الجنونية المفرطة خاصة من قبل الشباب صغير السن وتبين أن 75٪ من حوادث الطرق سببها السرعة الجنونية الزائدة عن الحد والتى تؤدى فى أحيان كثيرة لعدم السيطرة على السيارة مما يؤدى إلى وقوع حوادث مميتة.

فى نفس الوقت يجب على قائد السيارة على الطرق السريعة أن يتبع تعليمات المرور جيدا وعدم القيادة بسرعة جنونية تفوق السرعة المقررة فهناك سائقون تجذبهم الطرق الجديدة مما يجعلهم يقودون سياراتهم بسرعة جنونية أزيد وبكثير من السرعة المقررة.

كما يجب عليهم أن يتأكدوا جيدا من سلامة السيارة قبل القيادة على الطرق ويجب على السائق أن يتجنب استخدام التليفون المحمول أثناء القيادة والذى يتسبب فى الكثير من حوادث الطرق، وفى نفس الوقت إذا شعر قائد السيارة بالتعب أو النوم عليه أن يتوقف بسرعة فى الأماكن المخصصة لذلك ويأخذ قسطًا من الراحة.

كما أن الطرق الجديدة مهما كانت جودتها تحتاج إلى صيانة دورية وتحتاج إلى علامات ارشادية واضحة على الطريق. سلم الله الجميع من كل مكروه.