الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شبكات الطرق

شبكات الطرق

تطور غير طبيعى تشهده مصر فى السنوات الأخيرة فى إنشاء الطرق والكبارى وإحلال وتجديد وتوسعة الطرق وإنشاء مطالع الكبارى لدرجة أن العمل فى هذه المشروعات تحول إلى ما يشبه خلية النحل التى لا تتوقف عن  العمل فى كل مكان على أرض مصر والبعض مازال يتساءل: لماذا كل هذا الإنفاق على الطرق والكبارى؟ الحقيقة تقول إن الدولة عندما تنشئ مدينة صناعية أو مجتمعا زراعيا أو كتلة سكنية فإنها تحتاج من ينقل لها من هذه الأماكن وإلى الموانئ أو إلى المدن المجاورة لها، فهى تحتاج إلى وسائل النقل التى تسهل نقل المواد الخام والمديرين والعمال والسكان التى تعمل داخل هذه المناطق والمدن الصناعية، ولذلك يتم ربطها بالطرق والكبارى والنقل، وبالتالى لن تحدث تنمية صناعية بدون نقل ولا تنمية زراعية.



بدون طرق ووسائل نقل لن يقيم أحد فى مدينة سكنية جديدة ولن يتم إنشاء تكتل سكنى جديد بدون وسائل نقل وطرق ممهدة، وكذلك فى مجال السياحة عندما تكتشف منطقة سياحية مميزة ويستهدف تنميتها لتدر دخلا للدولة لن يحدث ذلك إلا بإنشاء طرق ووسائل نقل مميزة تساعد على نقل السائحين والزائرين إليها بكل سهولة ويسر، لذلك أى حديث حول التنمية الشاملة فى الدولة المصرية كان لا بد أن تكون بإنشاء الطرق أو بمعنى أصح وجود البنية الأساسية للتنمية من طرق ومواصلات وهو ما أراده الرئيس عبدالفتاح السيسى لأن الهدف الرئيسى من إنشاء هذه الطرق هو زيادة دخل الدولة اقتصاديا.

فالتنمية فى أى دولة لها ثلاثة أهداف وهى النقل والطاقة والاتصالات حيث إن الصناعة تحتاج إلى مصادر الطاقة وإعطائها للمصانع لكى تعمل والتى بغيرها لن تستمر فى العمل، وبذلك جاء الاهتمام من قبل الدولة بتوفير وتنويع مصادر الطاقة، وكذلك أيضا فى مجال الاتصالات ومجال الطرق حتى أصبحت مصر تمتلك تنوعًا فى مصادر الطرقة وتمتلك شبكة اتصالات قوية وشبكة طرق على أعلى مستوى.

لذلك عندما يتوافر للمواطن طريق يتحرك عليه ووسائل نقل البضائع ومنتجاته إلى داخل وخارج مصر بسهولة ويسر سوف يوفر عليه الكثير من المال والجهد وسيرتفع الإنتاج والتسويق، فيحدث انتعاش فى الاقتصاد مما يعود على الشعب المصرى كله بالنفع وبالتالى يحدث تطوير فى الدولة نظرا لتطور وسائل النقل خاصة أن المواطنين في الأقاليم كانت مصالحهم تتعطل لوجود فقر فى وسائل النقل والمواصلات نتيجة لضعف وقلة الطرق وفى الفترة الأخيرة أصبحت مصر تمتلك شبكة طرق على أعلى مستوى تضاهى بها دول العالم خاصة الطرق الصحراوية مثل طريق القاهرة - أسيوط الغربى وطريق مصر - إسكندرية الصحراوى وغيرها من الطرق الإقليمية الأعلى جودة فى دول المنطقة.

لكن الذى يحدث الآن أن العامل البشرى مازال يؤدى عمله بإهمال كبير يجعل الحوادث على هذه الطرق وكأنها كارثة أو مصيبة.

فالبعض يستغل هذه الطرق ويسير بسرعة جنونية كبيرة ولا يتبع إرشادات المرور مما يؤدى إلى وقوع كوارث يقع ضحيتها العشرات بل المئات من المواطنين الأبرياء.

لذلك نحتاج إلى رقابة شديدة على هذه الطرق وعلامات إرشادية واضحة مع تغليظ العقوبات لتتماشى مع هذا الإنجاز الضخم.