المواهب الرياضية

قبل أكثر من 5 سنوات، وفى أحد اللقاءات، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، من وزارة الرياضة والقائمين على الرياضة فى مصر والمختصين فى هذا المجال بضرورة النزول إلى الأقاليم والقرى والنجوع للبحث عن المواهب بين الأطفال والشباب، خاصة الذين يتميزون بالمهارات والكفاءات العالية، وتقديم جميع أوجه الرعاية لهم، حتى يكونوا نواة قوية فى المستقبل فى المجالات الرياضية، فمصر بلد عريق، يضرب بجذوره عبر تاريخ طويل، حافل بالبطولات والأرقام القياسية فى مجال الرياضة، فعدد سكان مصر أكثر من مائة مليون نسمة، 60٪ منهم من الشباب لديهم مهارات فى جميع التخصصات لكن بحاجة إلى إرادة حقيقية وعزيمة قوية وجهد مخلص واختبار صادق من بين الشباب صغير السن الذى لم يجد من يكتشفه ويقدمه للساحة الرياضية حتى يستطيع أن يبدع، هذا الأمر ليس بجديد فى ظل تاريخ حافل فى مختلف التخصصات ومنها الرياضة على الأصعدة العالمية وهو ما تدركه القيادة السياسية وتعمل على تدعيمه من خلال المشروعات التى تستهدف كل ما يؤسس ويوفر الحياة الكريمة الصحية للأجيال الحالية والأجيال القادمة عبر سلسلة متكاملة من المشروعات الاستراتيجية التى تضع الإنسان فى مقدمة أهدافها.

وقد أثبتت المسابقات العالمية الأخيرة سواء كانت فى دورة البحر الأبيض المتوسط أو فى مسابقات كأس العالم فى كثير من الألعاب خاصة ألعاب القوى أو فى بطولات إفريقيا أن مصر بدأت تضع قدمًا على الطريق الصحيح بعد أن وجدنا أن هناك شبابًا صغير السن استطاع تحقيق بطولات وميدليات ولم يكن يعرف أحد عنهم شيئًا الآن هؤلاء تم اكتشافهم منذ عدة سنوات وتم وضع خطط طويلة الأمد وقصيرة الأمد لهم لتحقيق بطولات إقليمية وعالمية وعندما شاركوا فى هذه البطولات استطاعوا أن يحققوا إنجازات غير مسبوقة تُبشر بأن مصر بمواهبها المنتشرة فى كل مكان تستطيع أن تصل إلى أعلى المراتب على المستوى الرياضى بهذه المواهب الحقيقية التى خرجت من وسط صفوف الشعب.

وهو ما يؤكد أن الإنسان المصرى عندما تأتيه الفرصة الحقيقية يستطيع أن يُبدع ويتفوق على غيره من أى جنسية من جنسيات العالم.

وأثبتت الأيام القليلة الماضية أن اكتشاف المواهب الرياضية عندما يتم بشفافية كاملة وتغليب الموهبة على أى اعتبار آخر سوف يحقق إنجازًا ضخمًا على المستوى المحلى والإقليمى والدولى ما يؤدى إلى تعظيم مكانة مصر الرياضية وتعود إلى سابق مجدها.

التفوق فى مجال الرياضة بهذا الشكل سوف يضمن لمصر العديد من الميدليات الأوليمبية فى دورة الألعاب الأوليمبية القادمة.

الأمر الذى يجعلنا أن نفعل نفس الشىء فى جميع المجالات باختيار المواهب فى مجالها الصحيح سواء كانت مواهب فنية أو علمية أو اجتماعية أو غيرها من المواهب التى تمتلك تمثيل مصر تمثيلًا حقيقيًا يضمن لها مكانة عالية بين الأمم وهو ما نأمله جميعًا فى المستقبل القريب إن شاء الله.