السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
يحيى الموجى يضرب كرسى فى كلوب نقابة الموسيقيين

يحيى الموجى يضرب كرسى فى كلوب نقابة الموسيقيين

 نقابة الموسيقيين هذا الكيان العملاق راعى عمالقة الموسيقى والغناء فى مصر والذى اسسته كوكب الشرق أم كلثوم بهدف مساعدة ورعاية الموسيقيين وجلس بعدها على مقعد النقيب موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأسماء كبيرة أخرى آخرهم أمير الغناء العربى هانى شاكر أصبح الآن على صفيح ساخن بعد استقالته على خلفية مطاردة صناع أغنيات المهرجانات وأزمة حسن شاكوش وهذا ما يلخص حالة التدنى التى وصل إليها هذا الصرح التاريخى.



 كل الشواهد تقول إن الانتخابات المقبلة التى تقرر عقدها فى أكتوبر القادم بعد قبول استقالة هانى شاكر ستكون مفصلية بعد أن ابدى الموزع الشهير يحيى الموجى موافقته  على لمنافسة على كرسى النقيب بتأييد كبير من كبار المطربين والموسيقيين ايذانا ببدء صراع ثلاثى ساخن بين النقيب الأسبق مصطفى كامل ووكيل المجلس السابق المايسترو حمادة أبواليزيد   ولكل منهم قوته الخاصة ومؤيدون.

 يحيى الموجى بتاريخه الكبير واسم والده الموسيقار العملاق محمد الموجى يرى الكثيرون انه الانسب للمرحلة المقبلة للحفاظ على الهوية الغنائية المصرية ومواجهة العبث السائد حاليا فى الشارع الغنائى إلى جانب المساهمة فى رفع مستوى النقابة وتقديم خدمات للأعضاء تليق بقيمتهم الكبيرة واصلاح ما يمكن اصلاحه داخل النقابة واسترداد هيبتها.

ويقف خلفه عدد كبير من صفوة المطربين والموسيقيين ويدعمه تاريخه الكبير وسمعته النظيفة داخل الأوساط الغنائية وخارجها.

 اما الشاعر والملحن والمطرب  مصطفى كامل وهو النقيب الأسبق فيحاول تعويض خسارته الكبيرة أمام هانى شاكر فى الانتخابات الأخيرة والتى اكتسحها أمير الغناء، ويأمل فى استكمال مسيرته فيها؛ فى حين يراهن «المايسترو حمادة أبواليزيد وكيل المجلس السابق بالخدمات التى أضافها للأعضاء فى المدة السابقة وحل أزمات كانت ستعصف مبكرا بمجلس هانى شاكر والذى فضل الابتعاد بعد هجمات لا تتوقف ضده وابرزها مواقفه مع نجوم المهرجانات وخروجهم عن النص ومطالبات الكثيرين بالتصدى لهم وابعادهم من الشارع الغنائى  «كما يحتفظ «أبواليزيد « بعلاقات قوية مع كل التحالفات المتعارضة وكون منها شعبية لا يستهان بها.

تاريخ نقابة الموسيقيين البالغ عمرها (80 عاما) يعود لمطلع عام 1942 عندما فكرت سيدة الغناء أم كلثوم فى جمع شمل أبناء المهنة فطلبت عقد اجتماع مع كل الموسيقيين والعازفين الذين يعملون فى مجال الموسيقى والغناء ووصل عددهم فى اجتماعها الأول بهم  إلى مائة وستين موسيقيا وملحنا وموزعا من جميع الفرق الموسيقية فى مصر، وعرضت عليهم فى هذا الاجتماع فكرة إنشاء أول نقابة حكومية للمهن الموسيقية من المصريين ترعى مصالحهم ماديا وصحيا واجتماعيا ورحب الجميع بهذه الفكرة وأشادوا بها، ولقى هذا القرار استحسانا كبيرا عند  كل العاملين فى مجال الموسيقى والغناء، والتفوا حول أم كلثوم وساندوها فى هذا القرار الحكيم بإنشاء نقابة خاصة بهم تتبع الحكومة المصرية لرعاية شئونهم بعيدا عن النقابات الأهلية التى كانت منتشرة ومتفرقة وضعيفة ولا تحكمها لائحة تنظم عملها اليومى، وجاء اليوم الموعود لعقد الاجتماع الرسمى الموسع وحدد له يوم 11 نوفمبر عام 1942 وجمعت فيه أم كلثوم فرقتها الموسيقية بقيادة عازف القانون الأول محمد عبده صالح وأعضاء الفرق الموسيقية من المصريين فقط لكى تصبح هذه النقابة خالصة للمصريين. وأسفر هذا الاجتماع بالفعل عن تأليف مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية والذى يتكون من أم كلثوم وفتحية أحمد وحياة محمد، والأساتذة رياض السنباطى وزكريا أحمد ومحمد القصبجى وصالح عبدالحى وفريد الأطرش وعزيزعثمان وإبراهيم حجاج ومحمد عبده صالج وأحمد الحفناوى، وأن يكون كل من عبدالحليم على والسيد الحملاوى مراقبين ماليين لحسابات النقابة، وفى اليوم نفسه الذى تم فيه انتخاب هذا المجلس الموقر رأى الأعضاء جميعا أن يستمر انعقاده ليلا حتى يتم اختيار أوانتخاب رئيس النقابة وبعد مناقشات مطولة من أعضاء المجلس واقتراح بعض الأسماء المرشحة لمنصب النقيب اختار الأعضاء بإجماع الأصوات أم كلثوم رئيسا لنقابة المهن الموسيقية المصرية، وفازت أم كلثوم بمنصب أول نقيب للموسيقيين المصريين، حتى الذين لم يحضروا هذا الاجتماع وتوافدوا على النقابة يحملون باقات الورود والزهور والكل يهتف عاشت نقابة المهن الموسيقية وعاشت أم كلثوم أول رئيسة لنقابتهم.

ومن المفارقات التاريخية التى تعكس تاريخ الصراع عليها ان الموسيقار محمد عبدالوهاب اعترض على أن يكون نقيب الموسيقيين المصريين امرأة، واعتراضه  ترك صدمة لكوكب الشرق خصوصا أن إليها يرجع الفضل فى فكرة النقابة، حتى استقر الأمر إلى دخولهما معا فى منافسة على كرسى النقيب  وبعد انتخابات ساخنة  فازت كوكب الشرق بالمنصب، ونجحت فى هذا المكان وحققت اهدافها الإنسانية والاجتماعية والفنية حتى انها  فازت بمنصب النقيب 7 دورات كاملة منذ عام 1942 إلى عام 1952.