الأربعاء 17 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حكاية المقالات التى رفض إحسان نشرها!

حكاية المقالات التى رفض إحسان نشرها!

ذات يوم فوجئ الكاتب الكبير الأستاذ «إحسان عبدالقدوس» رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» بالكاتب الصحفى والشاعر الأستاذ «عبدالمنعم السباعى» يدخل عليه غاضبًا وثائرًا وفى يده مقال يهاجم فيه «إحسان عبدالقدوس» نفسه، وكان «عبدالمنعم السباعى» وقتها يحرر بابه الشهير «جراح قلب» الذى يرد فيه على الاستفسارات والمشاكل العاطفية للقراء!!



وفوجئ القراء بنشر المقال بعنوان «بينى وبين رئيس التحرير» ثم رد «إحسان» فى نهاية المقال، والمقال والرد يستحقان القراءة رغم مرور 72 سنة على نشرهما عام 1950 يقول المقال:

بينى وبين رئيس التحرير عوامل كثيرة وعلاقات شتى تشهد كلها بأننى وهو زى السمن على العسل! ومع جمال هذه العوامل ومع رقة هذه العلاقات إلا أننى أفاجأ أحيانا بحوادث عرضية تنشب بيننا فتقنعنى وكلى أسى بأن السمن «برانى» وتقنع رئيس التحرير بأن العسل أسود!!

ولا أذيع سرًا إذا قلت إننى أكاد أكون المحرر الوحيد فى المجلة الذى لا تنتهى مشاجراته مع رئيس التحرير، نتشاجر دائمًا أحيانًا فى مناسبات وأحيانا أخرى فى غير مناسبات، نتشاجر ونتصافى حتى قبل أن نتشاجر، ولكن هذه المشاكسات تترك ولا شك أثرها غير الودى فى أعماق نفسية رئيس التحرير والنتيجة معروفة فهى تتركز فى أن الرئيس الكريم يستعمل سلطته ويستغل مركزه ويرفض الموضوعات التى اكتبها بدمى وبأعصابى ويا دار ما دخلك شر!!!

فهذا الموضوع بايخ ودمه ثقيل، وهذه المقالة دمها يلطش، وهذه القصة عارية ولابسة مايو. وهكذا إلى آخر المفتريات الظالمة التى يلصقها بكل ما تخطه يمينى أثر كل مشاجرة، أو بعد أى اختلاف فى وجهات النظر!!

كتبت مرة مقالًا أهاجم فيه الآنسة «أم كلثوم» عندما اختلفت قديما مع محطة الإذاعة وطالبت بخمسمائة جنيه فى الحفلة الواحدة ورضخت المحطة أخيرًا لطلب الآنسة بعد أن طبل وزمر لطلبها القاسى أقلام بعض الأصدقاء النفعيين!!

وحاولت أن أقول رأيى وأن أدلى بقلمى ولم يوافق رئيس التحرير لأننى قلت عن «أم كلثوم» إنها بهذا الطلب تشترك مع الطبقة إياها فى السطو على أموال الشعب، وقلت عنها إنها ليست فنانة بل تاجرة مواهب!! وأنها يجب أن تترفق ويكفيها المائتان من الجنيات وحد لاقى 200 مليم حتى وقلت وقلت وقال رئيس التحرير:

ـ يا نهارك أسود أنت بتشتم أم كلثوم؟!!

ومات المقال لا لشىء إلا لأن الرئيس ـ أى إحسان ـ يعرف أم كلثوم ويكفيك أن تكون صديقًا لرئيس التحرير ثم احرق البلد!!

وكتبت مرة أهاجم «صاحبة الجلالة الصحافة» وقلت إن الأقلام التى فرض فيها إنها توجه الرأى العام إلى الخير إنما توجهه إلى الشر فى سبيل أغراضها الشخصية والمنفعة المادية!!

وقلت عن الصحفيين إنهم منافقون يضللون القراء، ولم أقلها جزافًا بل خربت الأمثلة لجميع أقوالى، وذكرت حوادث معروفة تؤيد أقوالى!

وقلت إن أقلام الكتاب أسيرة تتحكم فى نفثاتها أكثر من جهة واحدة، تشير وتنصح وتوجه بل تأمر، وبين الآمر والمأمور نجد دائمًا رؤساء التحرير وأقلامهم الحمراء، والتهديد بالقطع من الماهية أو الاستغناء عن الخدمة!!

والخلاصة إننى جمعت كل نزوات صاحبة الجلالة ووضعتها فى مقال ثائر ثم وضعت المقال يدى رئيس التحرير وأنا أطمئن القلب بمكافأة معقولة على المقال الذى سوف يحدث ضجة ولا شك!!

قلت له: إيه رأيك يا أستاذ؟! «قال: حاجة عال قوى»!!

ثم قتل المقال وهو يقول لى: يا صديقى إن الصحفيين كالكلاب لا يعضون بعضهم بعضًا!!! كان «عبدالمنعم السباعى» فى دهشة بالغة من حديث الأستاذ إحسان رئيس الحرير له، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كتب مقالًا ثالثًا وسلمه إلى إحسان بالإضافة إلى بابه الأسبوعى الرائع «جراح قلب»، فماذا حدث بالضبط! وللحكاية بقية!