
عصام عبد الجواد
جريمة بكل المقاييس
إذا انتزعت الرحمة من القلوب فستجد مشاهد من القسوة والتعذيب لا تفرق بين الإنسان والحيوان ولا بين النبات والجماد فقساة القلوب فقدوا ضمائرهم وإنسانيتهم وفقدوا دينهم وتعاليمه التى تدعو إلى الرحمة والرفق بالإنسان والحيوان فكثيرا من الناس سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو أى ديانة أخرى فقدوا الإحساس بالرحمة بشكل يدعو للدهشة خاصة إذا كانت قساوتهم منصبة على حيوان أخرس لا يتكلم ولا يشكو.
هؤلاء يستحقون أكبر عقاب فى الأرض وفى السماء ففى الأرض يجب أن تغلظ عقوبة من يتعرض لحيوان قبل تغليظ العقوبة لمن يتعرض للإنسان وفى السماء يتولى الله عز وجل عقابهم بأشد أنواع العقاب.
ففى الشهور الأخيرة ظهرت مقاطع فيديو انتشرت بشكل كبير على المواقع وعلى صفحات التواصل الاجتماعى لمواطنين يقومون بتعذيب حيوانات ففى إحداها يقوم شخص بتعذيب كلب بعد أن يربطه بحبل من رقبته وقام بربط الحبل فى سيارته وقام بسحله لمسافة كبيرة لعدة كيلومترات على الأسفلت فى عز الحر وبالتحديد فى وقت الظهيرة مما جعل الكلب فى حالة إعياء شديدة، وهو وأولاده يضحكون بشكل هيستيرى لما يحدث للكلب وكأنه يقول لأولاده تعلموا كيف تفعلون فى الحيوانات تمهيدا للانتقال إلى مرحلة أخرى تستطيعون أن تفعلوا ذلك بالإنسان وهو هنا يعلم أطفاله كيف يتخلصون من إنسانيتهم وضمائرهم منذ الصغر فما فعله هذا الشخص ينذر بالكوارث الوخيمة حيث إن القائم بتعذيب الحيوان يستطيع أن يرتكب الجرائم فى حق الإنسان وهو المشهد الذى يعيد جريمة كبرى عرفها أحد شوارع مدينة شبر الخيمة عندما قام أحد الأشخاص بذبح كلب والتمثيل به فى الشارع أمام المارة وهو المشهد الذى أفزع الأهالى لخوفهم من أن يصبح الجانى فيما بعد قاتلا محترفا ممارسا لكل أنواع البلطجة ولا ينكر أحد أن هناك كلابا ضالة مسعورة تقوم بإيذاء الكبير قبل الصغير وينحصر التعامل معها مع إحدى الجهات المختصة بذلك.
وأيضا المشهد الصعب الذى بثه أحد المواطنين من خلال فيديو لرجل فى إحدى القرى النائية والذى قام بوضع حبل فى رقبة كلب وقام بشنقه على أحد الحوائط حتى الموت وهو يقف أمامه يهلل ويضحك وكأنه فى الملاهى أو أمام مشهد كوميدى مضحك هؤلاء وغيرهم فقدوا إنسانيهم وارتكبوا بكل المقاييس جرائم تندى لها الإنسانية رغم جهلهم بالقانون الذى يعاقب بالحبس مع الشغل لكل من يأذى حيوانا عامدًا متعمدًا لأن هؤلاء وغيرهم ممن فقدوا ضمائرهم يجهلون القانون وعقابه فهم يحتاجون حتى بعد نيلهم العقاب إلى علاج نفسى لفترة طويلة حتى يعودوا إلى إنسانيتهم وضمائرهم.
من لا يرحم الحيوان لا يمكن أبدًا أن يرحم البشر نحتاج إلى تقويم سلوكيات مثل هؤلاء البشر الذين أصبحوا أكبر خطر على بنى البشر من الحيوانات الضالة.