الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إحسان يقاوم غرور السباعى!

إحسان يقاوم غرور السباعى!

فوجئ إحسان عبدالقدوس رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف» بالمحرر الشاب «عبدالمنعم السباعى» أحد نجوم المجلة يدخل عليه غاضبًا وساخطًا ويسلمه مقالا ناريًا عنوانه بينى وبين رئيس التحرير.. يتهم فيه إحسان بأنه يستغل سلطته ومركزه كرئيس تحرير ويرفض نشر مقالاته وموضوعاته التى يكتبها بدمه وأعصابه!



لم يغضب إحسان من المحرر الشاب بل نشر مقاله كاملًا وكان ذلك عام 1950 وأيضًا قام بالرد عليه.

وبعد أن يستعرض عبدالمنعم السباعى مضمون المقالات التى رفض إحسان نشرها له يمضى قائلًا:

مقال ثالث سميته «خطابات ممزقة» وكانت فكرة المقال تدور حول النهاية التى تصل إليها خطابات المعجبات بكاتب معروف واقرأوا معى ما كتبته:

عرف الكثيرات، ومر بقلبه على أكثر من تحفة بشرية واحدة، وعاش فى الحب كما عاش الحب منه، وكم أخلص وكم نافق وكم هجر وكم وصل وكم وعد وكم أخلف.. وكم.. وكم!!

هذا هو الموضوع الذى صدقه رئيس التحرير منذ أيام بل زاد واتهمنى بأننى أهدف من وراء موضوعى إلى مغازلة القارئات الفاتنات وأننى استغل مواهبى فيما يحسن السكوت عليه!!

وينسى أو يتناسى ما فعله بكتابيه «بائع الحب» و«صانع الحب» فى أعصاب النساء والرجال على السواء!!

وأخيرًا يقول الأستاذ «عبدالمنعم السباعى»: أشكو إلى القراء قسوة رئيس التحرير على شخصى وأطلب منهم أن ينصفونى عليه وألا يسألونى أحيانًا لماذا لا اكتب أن السبب ياسادتى هو رئيس التحرير بل رئيس الاستعباد!!

وجاء رد رئيس التحرير «إحسان عبدالقدوس» هو: «أن الدليل الوحيد على تجنى الزميل «عبدالمنعم السباعى» علىَّ هو أننى وافقت على نشر هذا المقال رغم أننى لا أعترف بحرف واحد مما جاء فيه!

ورغم أننى لا أحسبه خير ما يستطيع الزميل كتابته، وهو ـ أى الزميل ـ ينسى أننى أمنحه وأمنح جميع زملائى حق تمزيق أى مقال من مقالاتى!! كما أمنح نفسى حق تمزيق مقالاتهم. وأن القاعدة فى «روزاليوسف» أن ليس بيننا رئيس تحرير إلا أمام النيابة والقانون، أما بيننا وبين بعض فكلنا رؤساء تحرير وكلنا متساوون فى الحقوق والواجبات، وهناك شىء نقاومه دائمًا فى «روزاليوسف» وهو الغرور ولذلك فقد أتفقنا على أن نقاوم «عبدالمنعم السباعى».

انتهت المعركة الطريفة ذات الدلالة المهمة، لكن بقى أن يعرف قراء هذه الأيام شيئا من المعرفة عن هذا المحرر الشاب وقتها «عبدالمنعم السباعى»، لقد كان أحد الضباط الأحرار وكان يكتب فى «روزاليوسف» بصفته صحفيًا وكاتبًا وشاعرا أيضًا.

وهو مؤلف عشرات الأغانى الناجحة ومنها أغنية أم كلثوم «أروح لمين» ومحمد عبدالوهاب «أنا والعذاب وهواك عايشن لبعضينا» و«لمحمد قنديل» جميل وأسمر وهو صاحب أشهر مسلسل إذاعى كانت الملايين تستمع إليه عبر الراديو وهو «سمارة » بطولة سميحة أيوب ومحسن سرحان.. إلخ كما كتب للفنان إسماعيل يس بعض أفلامه الشهيرة ومنها «إسماعيل يس فى الجيش.

وما أكثر الذكريات والحكايات التى سمعتها عنه وكان راويها زميلنا الصحفى الكبير والمخرج اللامع «مدحت السباعى» وكانت أحد أحلام «مدحت» رحمه الله أن يجمع تراث والده الصحفى المنشور فى «روزاليوسف» سواء مقالات أو تحقيقات أو رسائل بابه الشهير «جراح قلب» لكن الحلم لم يتحقق.

رحم الله أساتذتنا فى كل المجالات.