أ.د. رضا عوض
أوسركون الأول
هو ابن شيشنق الأول وزوجته الرئيسية، (كرو مات آ, سخم خبر رع)، ثانى ملك لمصر من الأسرة المصرية الثانية والعشرين، وحكم للفترة من حوالى 922 ق.م.-887 ق.م. وخلف أوسركون الأول والده شيشنق الأول الذى توفى غالباً فى خلال 2-3 سنوات من حملته الناجحة 925 ق.م على ارض كنعان، وصف كتاب تاريخ هيرودوت الملك أوسركون الأول، أنه «كان عملاقًا طوله 22 قدما، وكان الفراعنة يلقبونه هرقلاً.
تميز عهد اوسركون الأول بالعديد من مشاريع تشييد المعابد وكان عهداً طويلاً مزدهراً فى تاريخ مصر، فقد استطاع اوسركون الأول أن يثبت دعائم النظام الذى أرساه أبوه شيشنق الأول، وأقام أيضا مقرا له بالقرب من اللاهون بمنطقة الفيوم، وتشهد النقوش وتيجان الأعمدة فى تل بسطة بمدى ما وصلت إليه عناصر التجميل للمقر الذى اتخدته الأسرة الثانية والعشرين، وهناك إلى اليوم أعمدة تحمل نقوشا تشير إلى فترة حكمه وحكم عائلته.
وقام أوسركون كذلك بتجهيز المعابد فى هليوبوليس تجهيزا فاخرا، ويؤكد تمثاله الذى عثر عليه فى جبيل، مدى العلاقات الوثيقة التى أقامها مع لبنان، وأهم أثر بقى لنا من نقوشه ما خلَّفه على جدران معبد صغير فى «تل بسطة»، والذى بعود الى عصر رمسيس الثانى ولكن «أوسركون الأول» قام ببناء الجزء الأعظم من هذا المعبد، وكان قصده أن يكون هو الأثر الذى يدل على ثروته وكرمه نحو الآلهة كما تدل على ذلك النقوش التى سجلت فى عهده, ويدل ما جاء فى هذه النقوش على أن «أوسركون الأول» قد ألف سجلًّا خاصًّا بكل التماثيل والصور والأوانى وما شابهها من تلك الأشياء التى قدمها الملك لمعابد مصر، ويدل مقدار ما وزع على هذه المعابد على أنه ضخم جدًّا من الوجهة الاقتصادية، فقد بلغ مقدار الأشياء الصغيرة المصنوعة من الذهب ما يساوى ٥٠٠٥ أرطال من الذهب النُّضار، والتى من الفضة تبلغ حوالى أكثر من ١٧٧٦٢ رطلًا. هذا، ولم يذكر وزن كثير من المواد، ونجد على بعض القطع مذكورًا حوالى ٤٨٧١٨٠ رطلًا من الفضة، وكذلك ذكر ثانية حوالى ٥٦٠٢٩٧ رطلًا من الذهب والفضة، على أنه إهداء مثل هذه المقادير من الذهب والفضة للمعابد لَدَلِيلٌ مهم على الثروة العظيمة والغنى الوفير الذى كان يتمتع به ملوك الأسرة الثانية والعشرين، هذا، وتدل أيضا هذه السجلات، على أن «أوسركون الأول» كان قد فرض سيطرته على الواحات الداخلة والخارجة، وعلى الواحات الأخرى، واهتم الملك كذلك بالفنون، ففى المعبد الكبير نجد مناظر جميلة ورائعة الصنع منحوتة وكبيرة الحجم.
والسبب فى ذلك الإتقان هو أنه فى العهد البوبسطى أخذ مركز الحياة السياسية يتحول شيئًا فشيئًا نحو الدلتا، وقد تُركت «طيبة» لكهنة آمون العظام، فى حين أن الملوك كانوا يسكنون فى الوجه البحرى. ويحتمل أن سبب ذلك هى الحروب التى كانت تهدد البلاد من جهة آسيا أو من جهة ليبيا، وإذا حكمنا بما قام بانشائه «أوسركون الأول» أو «أوسركون الثانى» فى «بوبسطة»، يؤكد أنها كانت عاصمة الملك ومحل إقامتهم.
وكان عهد اوسركون الأول عهد هدوء وسلام، وإلى الآن لم يتم العثور على مقبرة الملك اوسركون الأول، خلف الملك أوسركون الأول فى حكم مصر كل من الملوك، شيشنق الثانى، تاكيلوت الأول، حرسيسى، أوسركون الثانى، شيشنق الثالث، شيشنق الرابع، بامى، شيشنق الخامس، اوسركون الرابع، حيث حكمت الأسرة الثانية والعشريين مصر قرابة 225 عاما فى الفترة من720 ق.م. -945ق.م.