الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العـامـود الثـالث

العـامـود الثـالث

ثالث أعمدة الشخصية المصرية فى كتاب الدكتور ميلاد حنا هو «العصر القبطى» وهو العصر الذى يعتبر-مع العصر الإسلامى- لا يزال الشعب المصرى يتعايش معهما ويشعر بوجودهما على العكس من العصور السابقة لذلك-الفرعونى واليونانى والرومانى» نظرًا لطول المدة الزمنية وعدم استمراريتهم لأنهم ببساطة كانوا مرتبطين بنظام الحكم وليس بدين مستقر فى العقيدة الإنسانية.



وعلى الرغم من تداخل العصر القبطى-زمنيا- مع الحقبة اليونانية والرومانية إلا أنه يمكن اعتباره عصرًا منفصلًا وهو ما يمكن اعتبار بدايته مرتبطة بنشأة اللغة القبطية أو ربطه بدخول المسيحية الى مصر فى عام 284 ميلادية فيما يعتبر قلة من المؤرخين أن بداية هذا العصر يمكن أن ترتبط بمرسوم قسطنطين الأول برفع الاضطهاد عن المسيحيين بداية من عام 324 ميلادية فيما يعتبر البعض الآخر أن هذا العصر يبدأ من إصدار مرسوم ثيودسيوس الشهير والذى أعلن فيه المسيحية هى الدين الرسمى للدولة.

وبغض النظر عن تلك الاختلافات حول بداية هذا العصر إلا أن ما تم فيه من أحداث يجعله عصرًا متميزًا بامتياز، ففى هذا العصر تمت صياغة قانون الإيمان المسيحى من خلال مدرسة الاسكندرية اللاهوتية وهى التى يمكن مقارنة أهميتها بأهمية إنشاء مكتبة الإسكندرية فى عهد البطالمة والأزهر الشريف فى العصر الإسلامى حيث قامت تلك المدرسة بتخريج عدد كبير من البطاركة والأساقفة الذين انتشروا فى ربوع مصر وخارجها أيضا.

من أهم معالم هذا العصر أيضا بلورة فكرة الرهبنة وعليه فإنها فكرة مصرية أصيلة على حد تعبير الكاتب وهو ما اعترفت به كل فروع الرهبنة التابعة للمذهب الكاثوليكى فى روما ايضا.

من الخصائص المهمة أيضا للكنيسة ما أطلق عليه الكاتب تعبير «كنيسة مناضلة لا تبغى السلطة» وهو ما نلمسه منذ بدايتها مرورا بدخول العرب إلى مصر وحتى وقتنا الراهن مفضلة المحافظة على سلامة الوطن وعدم إحداث شروخ فى نسيجه مع استمرار المحافظة على جماعة الأقباط وحقهم فى ممارسة عقائد هو لم يتوقف تأثير الكنيسة داخل الحدود المصرية فقط بل تخطاها إلى خارج الحدود من حيث التواجد والتعاون مع المذاهب القبطية الأخرى أيضا.