الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العامود الرابع

العامود الرابع

رابع الأعمدة السبعة للشخصية المصرية كما أوردها الدكتور ميلاد حنا فى كتابه هو العصر الإسلامى والذى يصفه بأنه فتح وليس احتلالًا حيث قابله الأقباط بالكثير من الارتياح والترحيب حيث أدرك عمرو بن العاص أنه أمام شعب قبطى مسيحى فى حالة صراع واضطهاد من الدولة البيزنطية الحاكمة التى أجبرت البطريرك الوطنى الأنبا بنيامين إلى الهروب داخل البلاد بعد تعيين بطريرك ملكى من قبل الحاكم وبإيعاز من الإمبراطور البيزنطى فما كان من عمرو بن العاص إلا أن قرب رؤساء الأقباط وأحسن معاملتهم فأعلموه عن خبر اختفاء البابا بنيامين طالبين عودته إلى كرسيه فاستدعاه ومنحه الحرية وأعاد له الكنائس المغتصبة وقطع على نفسه عهدًا بحسن معاملة الأقباط وتركهم وشأنهم فيما يخص العقيدة الدينية كما أنه قد قام بتخفيف الضرائب عن الأهالى.



وعلى الجانب الآخر لم يشترك الأقباط أو ينحازوا إلى أى من الفرق الإسلامية المتصارعة حيث إن المصريين قد استمروا فى التحدث باللغة القبطية لقرون طويلة بعد دخول العرب إلى مصر، أما على جانب الحكم فلقد استمرت مصر تحت حكم الخلفاء الراشدين- القصير- ثم تحت الخلافة الأموية ثم العباسية الأطول استمرارًا- حوالى 500 عام - تلاها حكم المماليك ثم العثمانيين حتى تم تعيين محمد على عام 1805 ثم الاحتلال الإنجليزى الذى استمر سبعين عامًا حتى قيام ثورة يوليوعام 1952 وإتمام الجلاء عام 1954.

ينتقل الدكتور ميلاد بعد ذلك إلى توضيح إشكالية التحول من المسيحية إلى الإسلام وهو موضوع تختلف فيه الآراء والتقديرات منها الخلافات المذهبية المعقدة التى أثيرت عبر المجامع المسكونية وما أحدثته من بلبلة واختلاف أسلوب معاملة بعض حكام المسلمين وخاصة فى العصر العباسى من شدة ومعاملة الأقباط كذميين ولكن نجد أن التحول الأكبر من المسيحية إلى الإسلام حدث خلال فترة حكم الفاطميين مصر.

ينتقل الكاتب بعد ذلك إلى أهمية ودور إنشاء الجامع الأزهر – نسبة إلى فاطمة الزهراء ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام -  الذى سرعان ما تحول إلى جامعة لنشر المذهب الجديد وهوما لاحظه المصريون من متن أول خطبة ألقيت فيه وما احتوته من أدعية جديدة تخص آل البيت.

ينتقل بعد ذلك إلى الحملة الصليبية وانتهاء الحكم الفاطمى لمصر وبداية الحقبة الأيوبية وما تلتها من حقب وصولًا إلى العصر الحديث.