الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نجيب الريحانى وجوزفين بيكر وحب غامض!

نجيب الريحانى وجوزفين بيكر وحب غامض!

عاش الفنان الكبير «نجيب الريحانى» أكثر من قصة حب لعل أشهرها قصة حبه وزواجه من «بديعة مصابنى» الراقصة والفنانة الشهيرة وهى من اكتشفت وقدمت عشرات النجوم على مسرحها ومنهم تحية كاريوكا وسامية جمال وإسماعيل يس وفريد الأطرش.. الخ



لكن فى حياة الريحانى قصة حب غامضة ومثيرة عاشها مع «جوزفين بيكر» الراقصة والمغنية والممثلة الأمريكية السمراء، وغادرت أمريكا إلى فرنسا هربًا من التمييز العنصرى، تفاصيل الحكاية رواها الأستاذ «شكرى راغب» المسئول عن دار الأوبرا المصرية وقتها، فى كتابه «الباب الخلفى»، الذى يروى الحكاية قائلا:

فى عام 1943 وصلت «جوزفين بيكر» إلى القاهرة لتشترك فى بعض الحفلات الفنية لصالح الصليب الأحمر وجرحى الحرب من قوات الحلفاء ، ووقع الاختيار على «ولى الدين سامح» المخرج والمصور السينمائى وأنا للإشراف على إخراج رقصاتها بالصورة التى ترضى عنها جوزفين، وبدأنا العمل فعلا وكانت البروفات تستمر حتى الفجر، ويسقط الرجال من الإعياء، ولكن جوزفين تظل صامدة لا تكل ولا تمل!

وكان من الممكن أن تستمر فى هذا العناء إلى ما لا نهاية لولا أن «ولى الدين سامح» بكى ذات مساء من شدة الإجهاد، وأدركت «جوزفين» سر بكائه فذهبت إليه وطيبت خاطره وقبلته وأعلنت رضاءها، واكتفاءها بما تم فى البروفات!

وجاء موعد الحفلة الخيرية التى كانت ستشترك فيها وبيعت التذاكر عن آخرها، ووصل سعر البنوار إلى مائة جنيه وبلغ دخل الحفلة عشرة آلاف جنيه كاملة.

وفى يوم الحفلة التقت «جوزفين بيكر» بالمرحوم «نجيب الريحانى» لأول مرة فى كواليس مسرح الأوبرا وتعارف الاثنان سريعا، وسرعان ما توطدت الصداقة بينهما وتطورت إلى حب وتقدير!

وشاع فى الوسط الفنى حب جوزفين ونجيب الريحانى وانقطع «نجيب» عن سهراته الخاصة وعن أصدقائه وأصبح يقضى معها معظم وقته فى شقته بعمارة الإيموبيليا!

وبادلته جوزفين عاطفة بعاطفة، وشاركته طعامه وأصبحت موضع ثقته تمامًا، وأطلعها الريحانى على مشاريعه القادمة وحالته المالية ورواياته الجديدة، باختصار أصبحت «جوزفين» هى كل شىء فى حياة «نجيب الريحانى» طول مدة وجودها بالقاهرة!

ثم خطرت لنجيب فكرة جديدة، لماذا لا يقدم لجمهور مسرحه روايات جديدة من نوع الفرانكوآراب تشترك فيها «جوزفين بيكر»، وعرض الفكرة على جوزفين فوافقت!

وانقطع نجيب لتأليف الرواية الجديدة وانتهى فعلا من تأليفها فى ليلة واحدة واختار لها اسمًا مناسبًا هو «كشكش بيه فى باريس».

ووقف نجيب الريحانى على المسرح لأول مرة أمام جوزفين بيكر فى حفلة خصصت لصالح الصليب الأحمر، ثم مرة أخرى فى حفلة للترفيه عن جنود الحلفاء، ونسيت جوزفين كل شىء حتى موعد سفرها للخارج، وحتى أفراد فرقتها الذين جاءوا معها إلى القاهرة.

وكانت جوزفين تبدو فى تلك الأيام سعيدة ومبتهجة وكانت تلازم الريحانى فى الصباح وبعد الظهر وفى المساء وفى المسرح ثم يقضيان الليل معًا فى شقته أحيانا، وفى إحدى الضواحى أحيانا أخرى! وذات مساء كنت أجلس معها فى بعض الأماكن العامة بشارع الهرم، وانتهزت فرصة انشغال نجيب الريحانى فسألتها عن رأيها فى نجيب، فقالت وقد أغلقت عينيها فبدت أكثر جمالًا وبهاءً عن ذى قبل: «نجيب هو أحسن فنان فى عصره إنه عبقرى وسيمر وقت طويل قبل أن يشهد العالم فنانًا من طرازه». ولقصة الريحانى وجوزفين بقية!