ممشى أهل مصر

ممشى أهل مصر انفراجة حقيقية تبعث البهجة والسعادة فى نفوس المصريين لما يحمله من مشاهد طيبة تريح النفس وتبهج القلوب، وهو واحد من المشروعات الكثيرة التى تهتم بها الدولة بعد أن انتهت الدولة من المرحلة الأولى منه من كوبرى إمبابة حتى كوبرى 15 مايو بطول 1.8 كيلو متر، وهو تجربة حضارية تعكس الروح الجمالية لمصر حيث تتزين منطقة الكورنيش ببولاق أبوالعلا بوسط القاهرة بهذا الممشى الذى جعل المنطقة عبارة عن لوحة فنية جميلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى حقيقى للجمال بعد أن حقق الممشى أكبر استفادة من نهر النيل ليستمتع المواطن بمتنزه عالمى على الأراضى المصرية حيث يضم العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية والفنية بكل أنواعها.

الصدفة وحدها قادتنى فى الأيام الماضية لأقف أمام هذا الممشى وقد رأيت عددا كبيرا من الأسر المصرية وهى فى حالة سعادة مع أولادهم بعد أن زاروا الممشى وقضوا به عدة ساعات اعتبروها من أجمل الساعات التى قضوها مع أولادهم على نهر النيل بعد أن كان فى الماضى عبارة عن حالة عشوائية لا مثيل لها، وقد أصبحت الآن حالة فنية وحضارية من أجمل ما يكون، وقد طالبوا بالمزيد من التوسع فى عمل الكورنيش ليشمل جميع مدن ومحافظات مصر، ولا يقتصر تجميل الكورنيش بهذا الشكل على كورنيش القاهرة لوحدها لكن الحقيقة أن الكورنيش الجديد عبارة عن مشروع ضخم يبدأ من مدينة حلوان وينتهى بمدينة شبرا الخيمة بطول 53كم ويتم تنفيذه على عدة مراحل حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى والتى يوجد بها 62محلا و5 كافيتريات و5 مطاعم و3 جراجات لانتظار السيارات تتسع لاستيعاب 180 سيارة فضلًا عن تنفيذ 3 مدرجات بسعة 1240 فردًا لاستيعاب مختلف الفاعليات والاحتفالات التى يمكن أن تقام فى هذا المكان الجميل والذى أصبح لا مثيل له فى أى مكان على أرض مصر.

أهم ما فى هذا المشروع أنه استهدف مواجهة التحديات على نهر النيل فى وإزالة جميع المخلفات الخاصة بالأفراد والجهات المختلفة فضلًا عن تحسين الشكل الجمالى لكورنيش النيل وجعله مقصدًا سياحيًا لكل المصريين وهو ما أدى إلى إطلاق مسمى ممشى أهل مصر على المشروع وأيضا زوار مصر من الخارج يستطيعون زيارة الممشى والتنزه عليه ومشاهدة نهر النيل فى ثوبه الجديد وبشكل حضارى يعكس عظمة وقوة مصر الحضارية.

هذا المشروع من المشروعات المهمة التى تؤكد على عظمة مصر واحترامها لشريان الحياة نهر النيل العظيم وتؤكد أن مصر تستطيع أن تنتقل من عشوائية المكان إلى حضارية المكان الذى يبهر كل من يزوره ويشاهد الجمال الحقيقى لنهر النيل.

لذلك نتمنى ألا يتوقف التطوير فى كورنيش النيل فى القاهرة فقط بل يمتد إلى جميع المحافظات والمدن التى يمر بها نهر النيل من أسوان إلى دمياط ورشيد، ففى الماضى كنت من مواليد صعيد مصر كنا نتباها بأن صعيد مصر به أجمل كورنيش على النيل وهو كورنيش النيل فى محافظة المنيا وكانت إدارات المدارس خاصة فى المرحلة الثانوية تنظم لنا رحلات لزيارة كورنيش المنيا الذى كان المتنفس الوحيد لمحافظات وسط الصعيد رغم أن نهر النيل يمر بكل محافظات الصعيد.

لذلك المطلوب من الدولة تطوير كورنيش النيل فى كل محافظات مصر حتى لا يحرم أهل الريف من مشاهدة نهر النيل بهذا الجمال وهذا الشكل الحضارى حتى تستطيع المدارس إعادة تنظيم رحلات للتلاميذ لمشاهدة نهر النيل فى ثوبه الحقيقى ويستمتعوا بالجمال الحقيقى الذى وهبه الله لمصر والمصريين وحتى يعرفوا منذ الصغر قيمة نهر النيل العظيم.