الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تنظيم نجوم التسعينيات لاستعادة الهوية الغنائية

تنظيم نجوم التسعينيات لاستعادة الهوية الغنائية

 قبل منتصف التسعينيات بقليل فاجأ موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الشارع الغنائى بتقديم رائعة «من غير ليه» بصوته وهى الأغنية التى لحنها، ولم يمهل القدر عندليب الغناء عبد الحليم أن يقدمها و»وقف الخلق جميعا ينظرون» فى هذا التوقيت لعودة مطرب الأربعينيات الأوحد للغناء.



عودة عبدالوهاب كانت فى الحقيقة جرس إنذار ورسالة أخيرة للحفاظ على الهوية والشخصية الغنائية بعد رحيل الكبار» أم كلثوم وعبدالحليم وسيطرة الأقزام على المشهد الغنائى وبنفس درجة الغيرة على تراثنا الغنائى الشرقى والإحساس بالمسئولية يعود الآن نجوم الغناء فى الفترة من منتصف الثمانينيات والتسعينيات، ومعظمهم حصل على الشارة الغنائية من موسيقار الأجيال وكبار الملحنين فى هذا التوقيت (محمد الموجى وبليغ حمدى وحلمى بكر) لاستعادة الغناء الجميل والانضمام إلى معركة الوعى التى تقودها الدولة المصرية حاليا بنجاح عظيم.

وبتحرك غير منظم وفردى تحول إلى ظاهرة جماعية غنائية يقود نجوم الغناء فى هذه الفترة حرب استنزاف فى محاولة لاستعادة عرش الغناء الشرقى الاصيل وإعادة ترسيم الحدود الغنائية للقضاء على اشباه المطربين الذين ملأوا حياتنا صخبا.

التنظيم الغنائى الجديد يقوده كبار المطربين، وهم على الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر وأحمد إبراهيم وفى الطريق محمد الحلو «شفاه الله».. الحجار ومدحت وشاكر من اكبر الأصوات التى دافعت عن الطرب الشرقى ضد الغزاة الجدد من خلال حفلاتهم بدار الأوبرا ومهرجانى الموسيقى العربية والقلعة الذى تتواصل حفلاته حاليا بنجاح كبير ويقدمون أدوارا ثنائية الابعاد فى الغناء بتقديم تراث كبار المطربين إلى جانب أعمال جديدة تقدم لأول مرة فى محاولة لاسترداد عرش الأغنية المصرية وإعادة عصرها الذهبى.

أما المطرب أحمد إبراهيم فبخلاف النجاح الذى يحققه فى برنامج المايسترو على شاشة القناة الثانية، والذى ينفرد بتقديم دورس فى التربية الموسيقية يستعد لإطلاق أغنية جديدة تضاف لكتالوجه الغنائى والذى يحمل توقيع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب باعتباره آخر الأصوات التى تبنى موهبتها وقدمه فى شركته صوت الفن للشارع الغنائى والأغنية تحمل عنوان «لما كل الناس باعوك» وهى من تلحينه لينضم رسميا بها إلى حزب تطهير الساحة من سيطرة اشباه المطربين.

آخر المنضمين لهذا التنظيم المطرب عصام محمود المقيم في لندن والذى اشتهر بتقديم الموشحات والطقاقيق والأدوار الغنائية الشهيرة كصوليست بفرقة أم كلثوم للموسيقى العربية فى عصرها الذهبى والذى ادى سوء المناخ الغنائى إلى سفره للغناء بلندن، وحقق هناك نجاحات كبيرة.. عصام يطرح هذا الأسبوع اغنية جديدة كلمات صلاح سليمان وتوزيع وليد مصطفى بعنوان فنجان قهوة من ألحان ممدوح صلاح الذى وضع الأسبوع الماضى ألحان ألبوم المطرب الكبير على الحجار بعد تقديمه لأكثر من أغنية للمطرب الكبير مدحت صالح، وفى الطريق للانضمام لهذا التنظيم اصوات كبيرة مثل نادية مصطفى وطارق فؤاد ويحيى عراقى واصوات جديدة واعدة يتصدرها «لؤى عبدون» والبقية تأتى.

والآن لا سبيل للحفاظ على الهوية الغنائية خصوصا أن الذوق العام يتجه إلى الأصالة إلى أن يكون لفرقة ام كلثوم للموسيقى العربية التى عادت بعد غياب طويل بقيادة المايسترو د.محمد عبد الستار دور وتوسيع دائرة نشاطها لاستيعاب هؤلاء النجوم من دون التفريط فى دورها لتقديم اصوات غنائية موهوبة لساحة الموسيقى. ليتناغم دورها مع مهرجان دار الأوبرا السنوى للموسيقى العربية ومهرجان القلعة، والمهرجانان يقدمان خدمة عظيمة للحفاظ على الهوية والشخصية المصرية الغنائية ويحققان نجاحات كبيرة تؤكد أن الآذان المصرية لم ولن تعرف طريق الذبول.