الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جوزفين ترفض دعوة الملك وتلتهم طعمية الريحانى!

جوزفين ترفض دعوة الملك وتلتهم طعمية الريحانى!

الأكثر دهشة وإثارة فى قصة نجيب الريحانى والمغنية والممثلة جوزفين بيكر أثناء زيارتها لمصر عام 1945 هو ما جاء فى مذكرات بديع خيرى أحد رواد وعظماء المسرح المصرى والذى كتب للريحانى أكثر من ثلاثين مسرحية.



وبديع خيرى كان زميلًا وصديقًا ورفيقًا دائمًا للريحانى طوال رحلتهما الفنية وكان شاهدًا على هذه الحكاية التى اختار لها عنوانًا مثيرًا هو الممثلة جوزفين تصفع الملك فاروق على قفاه ويرويها قائلًا: خلال زيارة جوزفين للقاهرة 1945 سهرت ليلة فى الأوبرج مع بعض سيدات الطبقة ورجال الجالية الفرنسية بدعوة من سليمان نجيب - مدير الاوبرا وقتها - وتصادف أن كان الملك فاروق هناك ليلتها، فلما رأها طمع فيها كعادته «!!» فأرسل إليها كبير ياورانه الفريق عمر فتحى يدعوها الى مائدته قائلًا: جلالة الملك فاروق تلطف وأمر بدعوتك الى مائدته الملكية!

وأشار إلى المائدة وبكل عظمة الفنان الحق الواثق من نفسه أجابت جوزفين متأسفة!

قال: كيف هذه دعوة ملك! قالت : وأنا أعتذر!

سألها: لماذا؟ قالت: لأن هؤلاء الناس الذين تراهم حولى قد دعونى الى هذه المائدة ولا يليق بى بل ليس من حقى أن أترك مائدتهم الى مائدة أخرى، حتى لو كانت مائدة رئيس جمهورية فرنسا بلادى!

قال: ولكن جلالة الملك يريد تكريمك كفنانة تزور بلادنا!

قالت: أنا لا أزور بلادكم كفنانة إن رحلتى ليست رحلة عمل بل سياحة!

قال: ولكن هل تقدرين خطورة رفض دعوة الملك!

قالت: أرجوك كفى.. إننى أعتذر وليس عندى ما أقوله أكثر من هذا!!

ويستطرد بديع خيرى قائلا: تكهرب الجو واضطر الملك أن ينسحب والصفعة ترن على قفاه.. ولكنه لم ييأس وأخذ يبحث عن طريق للقاء جوزفين حتى علم بحفلة هدى شعراوى!!

كانت جوزفين قد تعرفت فى باريس بهدى شعراوى فلما جاءت الى القاهرة فكرت هدى فى إقامة حلفة خيرية لأغراض الاتحاد النسائى تشترك فيها جوزفين وخطر لها خاطر عجيب موفق، أن أكتب مسرحية صغيرة تشترك جوزفين فى تمثيلها مع نجيب الريحانى ووافق نجيب وأعددت المسرحية، وباعت هدى التذاكر بأسعار مرتفعة ونجحت الحفلة جداً.

وعلم الملك فاروق بحفلة هدى شعراوى وجاء إليها يرتدى ملابس ضابط بحرى ووقف بين الكواليس أثناء تمثيل جوزفين دورها فلما انتهت منه واتجهت لتعود الى غرفتها تبعها، ورأته فدخلت الغرفة بسرعة وصفقت الباب فى وجهه، ومع ذلك وقف يطرق الباب بكل صفاقة حتى اضطرها إلى أن تصرخ، فخاف وهرب بذاته الملكية من الباب الخلفى!

وحكى بديع خيرى أن نجيب الريحانى قرر أن يعزمها على الغداء أو العشاء وأصرت على أن يكون الأكل مصريًا وليس إفرنجيًا، وكانت المفاجأة أن نجيب الريحانى وبديع أعدا لها وجبة من الطعمية والبصارة ويضيف: ولما حان وقت سفرها وعرضت عليها اختيار هدية أقدمها لها قالت لى: ولا حاجة.. طعمية!

وأعددت لها الطعمية وأخذتها معها الى باريس!

انتهت قراءتى لحكايات ممتعة ومدهشة عن نجوم فن أضاءوا حياتنا بالبهجة والسعادة رحمهم الله.