كشف المخدرات

فى العام الماضى صدق الرئيس عبدالفتاح السيسى على قانون رقم 73 لسنة 2021 بشأن بعض شروط شغل الوظائف أو الاستمرار فيها ،والذى يشمل بمقتضاه عقوبة العزل من الوظيفة لمن يثبت تعاطيه للمخدرات من الموظفين العموميين، الأمر الذى جعل بعض موظفى المصالح الحكومية يلجأون لابتكارات وألاعيب تعد الأحدث من نوعها بهدف التحايل على التحاليل لجميع أنواع المواد المخدرة فى الجسم، بعد أن بدأت الحكومة بالفعل فى تطبيق القانون فى الوزارات والهيئات الحكومية بشكل دورى أو بشكل مفاجئ وعشوائى غير مرتب حتى تكون النتيجة صحيحة وحقيقية.

الآن الموظفون الذين يتعاطون المخدرات أصبحوا على دراية كبيرة فى كيفية التخلص من السموم التى فى جسمهم بطريقة سريعة،وأصبح ابتكار أنواع كثيرة فى هذا الشأن أمرًا واقعًا، منها حقن تنظيف الكلى بالخل ومساحيق الغسيل، إضافة إلى حبوب منع الحمل، والخلطات السحرية التى يتسبب بعضها أحيانًا فى توقف عضلة القلب، ومن ثم الوفاة، فعندما تنتقل لجنة التفتيش أو الكشف على المخدرات إلى هيئة أو جهة حكومية تجد الموظفين والعمال فى هذه الهيئات يهربون من المكاتب أحيانًا إلى دورات المياه، وأحيانًا أخرى للاختباء فى البوفيه، أو أى مكان آخر داخل الهيئة أو المصلحة التى يعمل بها على الأقل لمدة ساعتين أو ثلاث يستطيع فى هذا الوقت أن يكون قد تعاطى المادة السحرية التى تمنع ظهور المخدرات فى جسمه حتى إذا تم ضبطه وطلب منه عمل تحليل مخدرات فلن تظهر الحقيقة فى التحليل، وسوف تظهر النتيجة سلبية بدرجة كبيرة.

إن بعض الموظفين يلجأون للهرب من كشف المخدرات أو التحليل خوفًا من فقدان وظائفهم بدءًا من محاولة تبديل العينة بعينة شخص آخر لا يتعاطى المخدرات، مرورًا بشرب كميات كبيرة من الماء أو الخل أو اللبن حتى أن بعضهم يتناول حبوب منع الحمل وهذه العوامل تأتى بثمارها وتفسد عينة التحاليل وتظهر النتيجة سلبية والبعض الآخر لجأ إلى أدوية سريعة المفعول أو ما يطلق عليه الخلطة السحرية التى تجعل عينات تحاليل المخدرات تنتقل إلى السلبى خلال 5 ساعات على الأكثر أبرزها دواء بروميلين 500 ودواء سيلين 1000 وهذه الأدوية زاد عليها الطلب فى الصيدليات بشكل كبير لدرجة أن هناك صيدليات قد نفدت منها الكميات التى كانت موجودة خلال الأيام الماضية، وفى البداية لم يكن أحد يعرف سر الإقبال على هذه الأدوية بشكل كبير من بعض المواطنين حتى اكتشف ذلك عدد من الصيادلة، وهناك دواء لضغط الدم يسمى سولترين يظهر النتيجة سلبية فى الحال.

الأمر الذى جعل لجنة الكشف عن التحليل تتخذ إجراءات أكثر صرامة عندما تقوم بتفتيش مفاجئ فى المكاتب وتطلب التحليل فى الحال بحيث تستطيع أن تحصل على عينات تحاليل لأكثر من 20 أو 30 شخصًا فى حوالى ساعة أو ساعتين بالإضافة إلى طلبها عدم خروج الموظف من مكتبه إلا للحصول على العينة منه.

وقد قامت معامل التحاليل بتطوير نفسها بحيث تستطيع أن تكتشف إن كان هذا الموظف تعاطى أدوية من الأدوية المذكورة أم لا ،ويمكنها الكشف عن المخدرات مهما تعاطى من أدوية أخرى كانت تظهر النتيجة سلبية.

الأمر الذى يحتاج إلى وقفة مع هؤلاء الموظفين أو العاملين فى الجهاز الحكومى خاصة الذين يتعاطون المواد المخدرة ويتحايلون على القانون فى محاولة للهروب من إظهار النتيجة إيجابية.

لكن الأمر يحتاج إلى دورات تدريبية وتثقيفية لعدد كبير من موظفى الحكومة لشرح خطورة تعاطى المخدرات عليهم وعلى صحتهم وعلى أسرهم وعلى المجتمع كله بعد أن كشفت لجان التفتيش عن كوارث حقيقية فى بعض الهيئات والمصالح الحكومية لموظفين يتعاطون كل أنواع المخدرات.