الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مهرجان القاهرة الدولى  للمسرح التجريبى.. وصاحب الفرح

مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى.. وصاحب الفرح

«يجتمع اليوم المجربون، كى يقدموا إبداعات تخرج عن الثابت المستقر، وتتحاور مع خيالات طامحة لتحقيق الدهشة وأسر الأذهان، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف... سعينا لدعوة أهم العروض المسرحية التى تساير أحدث تيارات التجريب المسرحي، كما حرصنا على استقدام مدربين من بلاد ومدارس مسرحية مختلفة فى غالبية عناصر العرض المسرحي. 



واستقدمنا فعاليات متميزة تسعى للتأثير فى مسيرة المسرح، ليس فى مصر بمدنها المختلفة فحسب، بل فى كل أنحاء الوطن العربي، لقد شهدت مشروعات التأليف والترجمة طفرة كبيرة تتعلق بمحور هذه الدورة، وهو التجريب المسرحى والتطور التكنولوجي، كما أطلق المهرجان مشروعاً لنشر الرسائل العلمية التى تناقش محور الدورة، واهتم المهرجان بالتنسيق بين المهرجانات العربية فأطلق مشروع شبكة المهرجانات العربية الذى نأمل أن يمثل نقطة انطلاق من أجل توحيد الجهود لتحقيق حالة مسرحية تساير كل المتغيرات العصرية.»

بالكلمة الرزينة لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى التى أعلنت فيها بدء فعاليات الدورة الـ(٢٩) لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى الخميس الأول من سبتمبر ٢٠٢٢م بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ؛تم رفع الستار عن الحدث الأكثر أهمية على الساحة الثقافية المصرية والعربية الذى يتوق إليه كل ذى شغف بهذا النوع من الإبداع من العام للعام؛ توق ينسحب الاحتفاء به على كل المحافظات على امتداد مصرنا المحروسة؛ لنتلقف جميعنا حصادا مائزا من الاصدارات المنوعة٢٧اصدارا؛ولنشهد عروضا مشاركة تم اختيارها من قبل لجنة تحكيم مختصة اعتمدت أعلى معايير الجودة بغية تحقيق حالة من التنوع والمغايرة؛ ناهيك عن متابعة المسابقات الثلاث والتبارى الفنى بين المشاركين فى أجواء مفعمة بالرقى والرغبة فى الفوز والنجاح خطوة على طريق التقدم والاحتراف. وللندوات النقدية والفكرية نصيب كبير من الاهتمام لكونها توثق لدورة المهرجان تناولا بالنقد والتمحيص لكل عناصر العمل المسرحى محدثة مناخا خاصا يجذب الجمهور كتفا بكتف مع عروض المسابقات تكاملا واتساقا محمودا.

 وانطلاقا من المقولة الأشهر دورانا على الألسنة:الجواب يقرأ من عنوانه! جاء اختيار المخرج المسرحى العالمى “بيتر بروك” استحقاقا واقتدارا؛ فقد أصاب التوفيق_ بل كل التوفيق - القائمين على المهرجان اختيار هذا العملاق ليكون حقا صاحب الفرح.

وبعرض فيلم قصير يعطى لمحات عنه إضافة لما نشر بالدوريات اليومية للمهرجان من إشارات جد عميقة تبرز قيمة هذا العملاق المسرحى وتذكر الجميع بمكمن تميزه ونبوغه الفنى على مدار سنوات عمره الممتدة حتى مغادرته لدنيانا فى الثانى من يوليو ٢٠٢٢م؛ فى عامه ال٩٧؛لتنتهى حياة الرجل الأسطورية التى أفناها حبا وعشقا عظيما للمسرح. مخلفا لهاثا كبيرا سيبذله الدارسون والباحثون لحصر أعماله والإحاطة بها وتضمينها بحثا وتطبيقا وتحقيقا واستقاء لمنتوجه للإلمام بكل نمنماته أنه أمر لو تعلمون.. جد صعب.. وعظيم!

ولكل هذا واكثر ما يؤكد على النظرة الثاقبة فى إلقاء مسئولية الدورة على عاتق اسمه البراق فى عالم المسرح عملا وحياة فى آن معا.

وقد شرفت بحضور هذا الافتتاح المشرق ترصعه لآلىء من ضيوف مصر الكرام من كل أنحاء العالم بجانب قيادات وزارة الثقافة المبجلين والسادة المكرمين؛ واستمتعت بالعرض الايطالى (الوهم) المشارك فى المسابقة الرسمية وكان اختيارا موفقا أيضا.

لقد تجمعت فى حفل الافتتاح كل خيوط النجاح لهذا الحدث المحلى القومى العالمى بمشاركات متعددة من كل صوب وحدب؛التى قدمها الفنان أحمد وفيق بمصاحبة الإعلامية الرائعة جاسمين طه زكي؛ يتوجها حماس  ودأب رئيس المهرجان الدكتور جمال ياقوت الذى بلورت كلمته المكثفة كبسولة تعريف بكل ما أحاط الإعداد للدورة من ترتيب وتنسيق وأفكار تميزها الجدة ومجهودات اللجنة العلمية ولجنة التحكيم مشيرا إلى الإضافة المهمة_ والتى أثمنها بشكل شخصى بوصفى أستاذا أكاديميا يعنى بالبحث العلمى _فكان مأزفة للحضور من تبنى المهرجان نشر الرسائل العلمية السبع التى قامت موضوعاتها على المسرح والتكنولوجيا بعد أن ظلت حبيسة الأدراج ؛خدمة جليلة لطلاب الفنون بشكل خاص والمهتمين بالمسرح بشكل عام؛وذلك كخطوة أولى تتنامى بمرور الأعوام؛وختم كلمته مؤكدا على ريادة مصر المسرحية(المسرح راجع تانى وبقوة)؛مطلقا بكل الحب لمسة وفاء لروح الحاضر الغائب الدكتور فوزى فهمى تحمل كل العرفان والامتنان! 

ومن منطلق دعم الدولة المصرية للنهوض بالثقافة والفنون بغية إحداث طفرة نهضوية نستشعر بشاير هذا الاهتمام فيما وفرته من تيسيرات فى سبيل إقامة مثل هذه التظاهرات الثقافية ذات الطابع المحلى والعالمى للتفاعل الإيجابى والاحتكاك بالثقافات المختلفة لاكتساب مهارات جديدة وخبرات تمكننا من العمل يدا بيد مع قافلة التطوير والتنمية والتنوير فى مصر الحديثة التى تقف على أعتاب الجمهورية الجديدة  بمجهودات أبناء الوطن الشرفاء والقيادة الوطنية المخلصة؛وبتضحيات جنودها البواسل ؛كل فى موقعه لتصبح ضميمة وبؤرة ارتكاز لجنى ثمار كل مابذل من إسهامات للتصدى لتحديات المستقبل الذى يلوح صعبا محفوفا بالكثير.. 

لذلك أجد أن التحية واجبة لكتيبة العمل الجادة فى هذه الدورة المائزة المملوءة بالفرح لعالم التجريب المسرحى؛ وبعبق حضور الدكتورة نيفين الكيلانى نشاركها ترحيبها الرقيق بضيوف مصر ودعوتهم للاستمتاع بأجواء القاهرة الخلابة التى ستغمرهم بالمحبة التى تميز مصرنا المضياف!