الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حوار إذاعى فى غرفة نوم أحمد زكى!

حوار إذاعى فى غرفة نوم أحمد زكى!

«أحببت الميكروفون والخيال مع المستمع، علاقتى بالكلمة محورية دقيقة تحمل خطوطًا، لما يجب أن يقال وما لا يجب أن يقال! سطر وراء سطر وحدوتة تسلم أخرى، وكلمة تمسك بيد كلمة، نشطت ذاكرة مذيعة دخلت إلى ماسبيرو بكل حب وخرجت منه بكل أسى! حكايات أيام عشتها مع أناس علمونى سواء بالجيد أو بالسيئ، وكل ترك علامة ورحل!!



بهذه البساطة والسهولة تكتب المذيعة اللامعة «آمال علام» نجمة صوت العرب كتابها «حواديت الدور الثالث» وتروى ذكريات وحكايات مع نجوم الأدب والصحافة والفن.

لكن أغرب هذه الحكايات قصة حوارها مع الفنان الكبير العبقرى أحمد زكى واختارت لهذه الحدوتة عنوانًا مثيرًا وجريئًا هو «غرفة نوم رجل مهم» وتحكى قائلة:

«بعد ناصر 56» و«أيام السادات» كان حلم أى مذيع أن يجرى معه حوارًا، ولأنى أعرف صداقته بالصحفى «إبراهيم عيسى» كلمته وطلبت منه التوسط لديه لإجراء حوار معه، وبالفعل حدد لى الموعد يوم الاثنين الساعة 2 ظهرًا فى بيته بالمهندسين ذهبت فى الموعد، طرقت الباب فتحت لى مديرة المنزل، فتاة صغيرة سألتها عليه، ردت: فيه موعد؟ أجبت نعم!

شعرت أنها حائرة سمحت لى بالدخول، جلست بالصالون قليلًا ثم جاءت مرة أخرى وقالت: أصله نائم! قلت لها: من فضلك بلغيه لأنى جئت حسب الموعد! اختفت مرة أخرى وجاءت قائلة: تفضلي! قلت: فين حضرتك؟ قالت: غرفة النوم!

قلت: نوم مين!! ردت: متخافيش إحنا موجودين! قلت: أنا مش خايفة أنا مستغربة أزاى يعنى!!

كان بداخلى تصميم أن أسجل معه، تبعتها وهى تسير أمامى متجهة إلى غرفة نومه، وعندما دخلت كان يتكئ على السرير فى نصف نومه لا هو مستيقظ ولا هو نائم! أشارت الفتاة إلى «فوتيه» بجوار باب الغرفة، جلست أنتظر ظل مغمض العينين متكئًا على السرير وأنا جالسة على الكرسى «بينى وبين نفسى ده إيه التسجيل اللى ما يعلم بيه إلا ربنا ده» ولا قادرة أعتذر وأغادر المكان ولا أدرى متى سيستيقظ!

المشهد أربكنى والرغبة فى إجراء الحوار لمذيعة صغيرة جارفة بعد نصف ساعة من المشهد الصامت قال لى بصوت يغلبه النعاس: هتسألى عن إيه؟ قلت له: عن السينما وأعمالك! طلب القهوة وبدأ يصحو وجلس على السرير فاردًا ساقيه واضعًا لحافًا عليهما لأننا كنا فى الشتاء والجو كان باردًا! كل هذا وأنا منتظرة أن يقوم من على السرير حتى نبدأ التسجيل وجدته يشير لى على طرف السرير، أخذت الكاسيت وجلست فى مكان ما أشار وأخذ الكاسيت ووضعه على قدميه!!

بدأت أسجل معه عن «ناصر 56» والانتقادات التى وجهت له كيف يقدم «ناصر» وبعده «أيام السادات» ما جعل الناصريين يوجهون له الانتقادات وجدته يقول إنه ممثل ولا يعمل بالسياسة، وأنه قدم «ناصر» و«السادات» ويفكر فى عمل شخصية «مبارك»، أنا أعمل أى دور، وهذا تحدٍ لى وحلم أى ممثل النجاح، والأدوار التى تترك بصمة!

تحدث عن فيلم «زوجة رجل مهم» و«البرىء» وقال إنه لا يحب أن يكرر نفسه، دائما يبحث عن التميز، وعن خلافه مع «محمد خان» بعد فيلم «أيام السادات» وكان من إنتاج «أحمد زكى» قال إن أى عمل فيه خلافات وخوفنا على الشغل بيوتر، أنا عصبى وخان كمان، وده كان بيخلق مشاكل وبعدين بنتصالح! لماذا تصر على الغناء؟ قال إنه مؤدٍ وليس مطربًا!

بعد أكثر من ساعة من حوار ممتع نسيت فيه «سينوغرافيا المكان» وأنى بسجل على سرير فى غرفة نوم، والكاسيت الذى يرقد على رجله مستسلما، ولم أهتم كثيرا بالجلابية الرمادية التى يرتديها وتحتها «كلسون أبيض»- وكل ما يجيب على سؤال يقفز فوق السرير مقلدًا طفل فيلم «هوم آلون» لأنه كان مذاعًا فى اليوم السابق على التليفزيون، ويبدو أنه تأثر بأداء الطفل بشكل مدهش ومتقمصا له!

قابلته بعدها بسنة والغريب أنه افتكرنى وأنا أيضا لم أنس أغرب حوار فى حياتى المهنية والذى كان بطله الفنان العبقرى «أحمد زكى».. ولأنه فنان غير تقليدى جاء لقائى معه مشهد من فيلم “خيال علمى”.