الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
بيزنس الأعشاب الطبية

بيزنس الأعشاب الطبية

ما بين الحين والآخر تلقى أجهزة الأمن القبض على من يقومون بإيهام المواطنين بالعلاج بالأعشاب بعد أن يستفحل أمرهم ويلمع صيتهم فى كل مكان من خلال استخدامهم للقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا التى أصبحت الباب الملكى لتحويل هؤلاء النصابين من مجهولين لا يمتلكون الأموال إلى مليونيرات يمتلكون الملايين الضخمة فى البنوك من خلال إعلاناتهم الوهمية التى أصبحت ملء السمع والبصر للجميع.



فالعلاج بالوهم أصبح موضة جديدة انتشرت خلال الفترة الأخيرة بالتزامن مع عدد كبير من منتحلى صفة طبيب بالعلاج بالأعشاب الطبية وادعاؤهم قدرتهم على العلاج من بعض الأمراض المزمنة كالسكرى والضغط والقلب والجهاز الهضمى والسمنة والنحافة والبعض وصل به الخيال بأن ادعى قدرته على علاج الأمراض الخبيثة بالأعشاب خاصة فى ظل ارتفاع أسعار الأدوية لجأ الكثير من الناس خاصة من البسطاء ومحدودى الدخل لتلك العيادات وهؤلاء الدجالين طلبًا لبضاعتهم أملًا فى الشفاء من أمراضهم المزمنة.

فهناك من انتحل صفة طبيب أو ما يعرف بالطب البديل وقام بتسويق أعشابه الطبية والترويج لها بقوة فى كل القنوات الفضائية وادعى قدرة هذه الأعشاب على علاج جميع الأمراض خاصة الأمراض المزمنة ووصل الأمرإلي أن البعض منهم قام بعمل استشارات طبية عبر الفضائيات وهو ما دفع أجهزة الدولة ونقابة الأطباء إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد تلك الكيانات التى تروج للأكاذيب وتم القبض عليهم بالفعل وتم التحفظ على ما يمتلكونه من أموال وأعشاب وتم وضع المخازن والشركات التى يمتلكونها تحت التحفظ لحين انتهاء التحقيق معهم لكن الأغرب أن البعض منهم بعد عدة شهور خرج من السجن وبدون أى استحياء عاد مرة أخرى يمارس نشاطه وبكل قوة وكأن شيئا لم يحدث على الإطلاق وقام بزيادة نشاطه الإعلانى فى جميع وسائل الإعلام وزاد الإقبال عليه أكثر مما كان عليه قبل القبض عليه.

وتقول دراسات وإحصائيات عديدة إن حجم رأس المال فى سوق وتجارة الأعشاب المغشوشة تجاوز المليار جنيه فى السنة الواحدة ناهيك عن حجم التهرب الضريبى لهؤلاء التجار العاملين فى هذا المجال.

حتى إن أسهل طريقة حاليا للمكسب السريع الذى يفوق تجارة المخدرات هو الاتجار فى الأعشاب المضروبة أو بمعنى أدق الإعلان عن وصفات طبية من الأعشاب لعلاج بعض الأمراض على غير الحقيقة والهدف من ذلك هو المكسب الكبير والسريع فى وقت واحد والطريق السهل والبسيط للوصول للمواطنين فى كل مكان هو الخروج عليهم على شاشات التليفزيون وعلى صفحات السوشيال ميديا بإعلانات غير حقيقية ولا تخضع لأية رقابة وغير مرخص لها التداول ولا تعلم نقابة الأطباء أو نقابة الصيادلة ولا وزارة الصحة أية شىء عن هؤلاء النصابين الذين أغرقوا المجتمع فى أوهام العلاج بتلك الأعشاب واستطاعوا فى زمن قياسى تكوين ثروات ضخمة رغم أن قانون الصيادلة وقانون نقابة الأطباء يمنعان الإعلان عن الأدوية فى وسائل الإعلان أو فى السوشيال ميديا وحتى اللافتة التى يضعها الطبيب على عيادته حددها القانون بمساحة معينة وحتى لا تكون لافتة للانتباه أزيد من اللازم لكن البعض استغل غياب القانون وأجهزة الرقابة فى أحيان كثيرة وقام بعمل ما يحلو له من إعلانات مدفوعة الأجر كانت نتيجتها مكاسب بالملايين وأحيانا بالمليارات وكوارث لا حصر لها للمرضى الغلابة الذين راح البعض منهم ضحية لهذه الإعلانات الوهمية.

هؤلاء لابد أن يطبق عليهم قانون الحرابة بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ولابد  لوزارة الصحة والأجهزة الرقابية أن تنتبه جيداً لهؤلاء منعدمى الضمير.