الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
د.نجوى كامل وحكاية أول رئيس تحرير لـ«روزاليوسف»

د.نجوى كامل وحكاية أول رئيس تحرير لـ«روزاليوسف»

ربما لا يعرف قراء «روزاليوسف» اليومية أن أول رئيس تحرير لها عندما صدرت للمرة الأولى عام 1935 كان «د.محمود عزمى» وكانت السيدة روزاليوسف هى من اختارته لهذا المنصب بعد اعتذار الأستاذ «فكرى أباظة».



وعلى صفحات «روزاليوسف» اليومية خاض د.محمود عزمى عشرات المعارك دفاعًا عن الصحافة وحرية الرأى وهو ما رصدته وتناولته الدكتورة «نجوى كامل» أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة فى كتابها المهم والممتع «محمود عزمى بين الصحافة والسياسة». تناولت د.نجوى كامل بقلمها الجذاب والسهل مسيرة حياته منذ مولده ورحلة تعليمه وانغماسه فى العمل السياسى والصحفى وكذلك محطته المهمة فى روزاليوسف اليومية.

تقول د.نجوى: تولى محمود عزمى رئاسة تحرير روزاليوسف اليومية التى برزت فى ذلك الوقت فى مجال التجديد فى الفن الصحفى وخاصة فى تبويبها، وقد اتخذت الصحيفة فى بادئ الأمر سياسة الوفاق مع الوزارة - وزارة توفيق نسيم - أملا فى أن تقضى على المشروعات والقوانين المكبلة للحريات والتى صدرت فى عهد «صدقى» و«عبدالفتاح يحيى».

ويصدر «توفيق نسيم» بالفعل قرارا بتأليف لجنة تتولى إصلاح إدارة المطبوعات للعمل على «خدمة صحافة البلاد وتغذيتها بما يساعدها على المضى فى أداء شتى مسئولياتها على الوجه الأكمل».. ويجد «محمود عزمى» فى هذا القرار فرصة ليدلى برأيه فيما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الصحافة والحكومة مبينا أن كثرة الوزارات المتعاقبة فى مصر أثناء عهودها الحديثة كانت تعتبر الصحافة عدوة للحكومة، خطرة على الجماعة يجب مطاردتها ويجب مراقبتها كما يطارد الأشقياء! وكما يراقب المجرمون، من أجل هذا كانت قوانين المطبوعات قوانين «جزائية» وكانت إدارة المطبوعات تابعة لإدارة الأمن العام، ومن أجل هذا كانت الروح السائدة على العلاقات بين الصحافة وإدارة المطبوعات روح توجس شرًا متبادلا وروح سوء تفاهم.

ويبين محمود عزمى تصوراته لما يجب أن يقوم بين الحكومة والصحافة من علاقة قائلا: إن الحياة العامة الحديثة تجعل من الصحافة قائدة للرأى العام وأداة من أصلح أدوات الإرشاد فى سبيل العمران بل تجعلها سلطة رابعة فى الدولة تعنيها شئون الجماعة كما تعنى للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

وسرعان ما ينتهى عصر الوفاق بين روزاليوسف ووزارة توفيق نسيم ويبدأ محمود عزمى فى شن حملة على الوزارة لتخاذلها فى إلغاء القوانين والإجراءات الاستثنائية الرجعية التى صدرت فى غيبة دستور 1923 وأن الصحافة لا تزال ترسف فى أغلال، ولا تزال تفرض عليها قيود وكأن الصحافة فى ذاتها مهنة حرام يجب أن تصادر أدواتها كما تصادر أدوات القمار وآلات التزييف».

ويقدم محمود عزمى عددا من الأمثلة ليبين حقيقة موقف وزارة نسيم من الصحافة مثل الإبقاء على مبدأ إلصاق التهمة بالصحيفة بدل قصرها على الصحفى وتوقيع العقوبة على الصحيفة بالتعطل والإلغاء..و..و.

وتمضى د.نجوى كامل قائلة: وتستدعى وزارة الداخلية «محمود عزمى» بوصفه رئيسا لتحرير روزاليوسف اليومية حيث يتهمه وكيل الداخلية بنشر خبر كاذب فى الصحيفة مهددا إياه بأن «الحكومة لا تريد أن تضطر للالتجاء إزاء الصحافة إلى إجراءات ولذلك فهى ترجو من الصحافة أن تعاونها فى هذه الظروف الدقيقة على استقرار الأمن واستتباب الهدوء وإلا تلجئها إلى تلك الإجراءات الشديدة.

وينتهز «محمود عزمى» فرصة هذا الاستدعاء ليبين أن سوء العلاقة بين الحكومة والصحافة إنما يرجع إلى الخطة التى تلتزمها الحكومة إزاء الصحافة والصحفيين، ويخلص محمود عزمى إلى القول بإن هذا الاستدعاء إنما هو «إنذار إدارى» يناقض النص الخاص بحرية الصحافة من أن «إنذار الصحف وتعطيلها بالطرق الإدارية محظور».

كتاب د.نجوى كامل ممتع ومهم كباقى كتبها عن الصحافة وكما استمتعت بقراءة كتبها، فقد استمتعت أيضا بقراءة كل ما تكتبه من «بوستات» رائعة على صفحتها فى «الفيس بوك». ألف شكر د.نجوى وخالص تقديرى واحترامى..