الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
 حديث الذكريات (2)

حديث الذكريات (2)

عودة مرة أخرى إلى كتاب الإعلامية القديرة أمينة صبرى الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والذى يحمل نفس اسم برنامجها الشهير على إذاعة صوت العرب «حديث الذكريات» والموجود أيضا كمادة صوتية على موقع اليوتيوب. 



شخصية اليوم هو الأديب بهاء طاهر الذى تصفه الأستاذة أمينة بأنه «شوبان» الأدب العربى لما تتميز به كتاباته من عذوبة ساحرة وموسيقي شاعرية سلسة وباهرة، من تلك الأعمال ما تحول إلى أعمال تليفزيونية مثل “خالتى صفية والدير” و”واحة الغروب”، بالإضافة إلى عدد كبير من القصص القصيرة التى سطرها بإبداع وتميز دفع عملاق القصة القصيرة الدكتور يوسف إدريس تعليقًا على نشر أول رواية له فى مجلة «الكاتب» عام 1964 إلى أن يقول عنه إنه كاتب لا يستعير أصابع غيره ولم يقلد أحدًا، هذا كاتب بهائى طاهرى.

وبالرغم من أصوله الصعيدية وتحديدًا مدينة الأقصر إلا أنه ولد فى الجيزة ولم يعش كثيرًا فى الصعيد ولكن الصعيد عاش عنده نتيجة التواصل المستمر مع والده الذى كان يعشق القراءة حيث تحول المنزل إلى مكتبات متلاصقة ساعدته على القراءة المبكرة والنهل من مصادر المعرفة والثقافة والإبداع فى سن مبكرة، ثم استمتاعه بسلسلة «روايات الجيب»، كما أن والدته وبالرغم من أنها قد غادرت القرية فى سن مبكرة؛ إلا أن القرية ظلت متمثلة فى وجدانها كما كانت راوية وحكاءة من الطراز الأول حيث يشير الأستاذ بهاء إلى أن أسعد لحظات حياتى كانت عندما يقوم بالاستماع إلى ما ترويه وهو ما أثر كثيرًا فى كتابته لرواية «شرق النخيل».

يتحدث الأستاذ بهاء بعد ذلك عن المناهج الدراسية الرصينة وتشجيع المدرسين للمواهب كما يشير إلى حصوله على درجات منخفضة فى موضوعات الإنشاء حتى المرحلة الثانوية بسبب عدم اقتناع المدرسين بأنه هو الكاتب الأصلى لتلك القطع معتقدين أن والده هو من قام بذلك، استمر الوضع كذلك حتى كان يوما نادى عليه الضابط الذى كان يتمم على نظافة الطلاب، وهو شخصية مهيبة جدًا على حد تعبيره، نادى عليه مباشرة بأنه قد حصل على الدرجة النهائية فى موضوع الإنشاء وأنه سيتم تدريسه وتقريره للمدرسة ككل.

يتحدث بعد ذلك عن فترة دراسته الجامعية فى كلية الآداب قسم تاريخ ثم حياته المهنية كمترجم ثم فترة عمله بالإذاعة المصرية ثم تركه لمصر عام 1975 ورحلة الغربة وما ساعدت عليه فى صقل موهبته وزيادة احتكامه مع الثقافات الغربية.

وفى سؤال عن استعمالاته الخاصة للمفردات اللغوية واقتران ذلك بالسلاسة والسهولة أيضًا وهو ما أشار إلى أسبابه ومنها القراءة المستمرة وتأثره بأسلوب الأستاذ محمد التابعى الكاتب الصحفى الكبير الذى يصف  كتبه بأنه إذا  فتحنا أى منهم نجد أنفسنا فى الصفحة الأخيرة، كما تأثر أيضًا بابن المقفع صاحب الأسلوب السهل والذى قال «إن البلاغة هى التى إذا قرأها الجاهل ظن أنه يحسن مثلهم».. يتحدث فى نهاية اللقاء عن المعاناة الشديدة فى الخروج من عباءة أسلوب يوسف إدريس وعن تجارب الكتاب الذين يقلدون أسلوب كتاب آخرين كبار أمثال نجيب محفوظ وغيره. وللحديث بقية