الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أهمية نصر أكتوبر

أهمية نصر أكتوبر

أكدت حرب أكتوبر المجيدة للعالم أجمع مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.



وبالفعل كان من أهم مكاسب حرب العاشر من رمضان هو المحافظة على الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية الباسلة بعد نكسة 67 واستعادة الثقة بالنفس والقدرة العظيمة على التخطيط العلمى الدقيق، ولم يتوقف الأمر عند هذه النقطة فقط، بل استطاعت مصر من خلال هذا الانتصار العظيم أن ترفع روح المنطقة العربية بأكملها للقادة والزعماء العرب وللشعوب العربية بأن أكدت أن الأمة العربية قادرة فى أى وقت وحين على استرداد حقوقها المشروعة من أى مغتصب مهما كان حجمه ومهما كانت غطرسته الكاذبة، وأكدت هذه الحرب أن الأمة العربية أصبح لها درع وسيف يحميها من أى معتدٍ أو مغتصب مهما كانت قوته ومهما كان يملك من سلاح وعتاد فإن روح الشعب المصرى والعربى وإرادته فوق أى اعتبار.

كما أن الحرب المجيدة أكدت أيضًا تضامن الأمة العربية شعوبًا وزعماء وقادة، الكل أصبح يدًا واحدة فى مواجهة المزاعم الصهيونية التى كانت تروج فى كل مكان من العالم أن الأمة العربية لن تقوم لها قائمة أبدًا، وأن إسرائيل استطاعت أن تقضى تمامًا على قدرة العرب فى استرداد أراضيهم وأنهم أصبحوا أمام أمر واقع ،وبدأت فى بناء حلم إسرائيل الكبرى، لذلك كان انتصار العاشر من رمضان وأكتوبر 73 لطمة كبرى على وجه إسرائيل وحلفائها فى الغرب وانتصار كبير لمصر وسوريا والأمة العربية كلها بكسر شوكة إسرائيل إلى الأبد، والقضاء على حلم الدول الغربية المساعدة لإسرائيل بأنها قد حققت حلمها من خلال قيام دولة إسرائيل الكبرى.

الانتصار العظيم حرك قضايا المنطقة فى الاتجاه إلى الحل السلمى الذى جنحت له مصر رغم البداية العسكرية، وقد وضح ذلك من اللحظات الأولى للحرب بعد أن قرر مجلس الأمة البدء فورًا فى التفاوض بين الأطراف لتصل إلى معاهدة كامب ديفيد التى بادر بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وأجبر الإسرائيليين على التوقيع والتنفيذ ،واستطاعت مصر أن تحصل على جميع أراضيها التى اغتصبت فى حرب 67 لتبدأ بعدها معركتها الحقيقية فى البناء والتنمية ،بعد أن ظلت أكثر من 15 عامًا فى حالة حرب، وبدأت المشروعات الكبرى بأرض الفيروز على رمال سيناء من خلال ربطها بوادى النيل، والعمل على تحويلها إلى منطقة استراتيجية متكاملة، بالإضافة إلى استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس وعودة الملاحة فى القناة شهر يونيو 1975 وتبدأ عجلة الإنتاج فى كل مكان على أرض مصر، من سيناء إلى مطروح، ومن الإسكندرية إلى أسوان، لتعود مصر إلى مكانتها بين دول العالم لينظر لها العالم أجمع على أنها الدولة المحورية ذات الأهمية الكبرى فى الشرق الأوسط، فلولا هذا الانتصار العظيم ما كانت هذه النظرة للعالم أجمع اتجاه مصر وشعب مصر بعد أن أجبرت الجميع على احترامها والتصفيق لها على ما حققته فى هذا الانتصار الذى أعاد لها كبرياءها واستطاعت أن تحقق من خلالها التنمية المستدامة فى كل ربوع مصر.

حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقياداتها وجميع أبنائها.