الثلاثاء 16 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ابنة روزاليوسف تطلب مذكرات أمها!

ابنة روزاليوسف تطلب مذكرات أمها!

ظللت سنوات طويلة أظن أن كتاب «ذكريات» للسيدة فاطمة اليوسف هو ذكرياتها الوحيدة التى كتبتها ونشرتها أولا على صفحات روزاليوسف سنة 1953 ثم أصدرتها فى كتاب بعد ذلك، ثم شاءت الصدفة المحضة أن أعثر على كنز «عبارة عن 21 مقالا للسيدة فاطمة اليوسف نشرته فى عامى 1938 و1939 ولم يسبق أن نشر فى كتاب وظل مجهولا تماما.



كانت الصدفة وراء اكتشافى لهذه المقالات التى كتبتها «روزاليوسف» تحت عنوان «من ذكرياتى الصحفية عندما كنت أقوم بإعداد كتابى» روزاليوسف اليومية جريدة قالت» وللأسف الشديد، فقد توقفت هذه الذكريات عند عام 1935 زمن حكم «إسماعيل صدقى باشا».

من ذكرياتى الصحفية «عمل صحفى مدهش ونادر اهتمت فيه السيدة روزاليوسف برواية أدق التفاصيل التى لم تتناولها أو تهتم بها فى كتاب ذكرياتى الذى أصدرته بعد مرور 15 سنة على كتابة ذكرياتها.

المثير للدهشة أن هذه الذكريات التى كتبتها روزاليوسف وهى صاحبة المجلة لم يسبقها أى دعاية مطلقا بل كل ما فعلته هو قبل النشر بأسبوع عندما فوجئ قراء المجلة ببرواز صغير فى الصفحة الرابعة بعنوان «مذكراتى» جاء فيه:

ابتداء من العدد المقبل تبدأ السيدة روزاليوسف بنشر مذكراتها الطريفة عن حياتها الصحفية، وسوف يرى القراء صفحات رائعة مليئة بما يثير فى نفوس القراء حاسة الشغف بتتبع حلقاتها».

وابتداء من 28 فبراير بدأ نشر الحلقة الأولى وحرصت روزاليوسف أن يصاحب مقالها رسوم كاريكاتيرية عن مواقف وأحداث المذكرات.

كتبت روزاليوسف 17 حلقة ثم توقفت حوالى عام ثم عادت فى أغسطس سنة 1939 تستكمل ذكرياتها قائلة:

كان آخر عهدى بنشر هذه المذكرات مثل هذا الشهر من العام الماضى، وقد أمسكت عن الكتابة فى هذا طوال هذه المدة لظروف خاصة، وقد قطعت عهدا بأن أترك الكتابة فى هذا الباب مدة عام، وها قد انقضى العام وأصبحت فى حل من ذلك العهد.. وإذا كان هناك شىء أسفت عليه خلال هذه الفترة فلأننى حرمت لذة التجرد من الواقع لأستريح فترات من الزمن فى أجواء الماضي، والماضى قلب ثان يخفق بين الجوانح وفى الفزع إلى مراجعة ما فات، تبصر ومعين على ما هو آت!

كما أن الخلو بالنفس والانفراد بها صلاة وضراعة وابتهال، والعهد اليوم أجدده وأؤكده للقارئ بأنى لن يجزنى عن متابعة كتابة هذه المذكرات إلا خروج النفس.

وفى الحلقة الأولى حرصت روزاليوسف على كتابة توضيح مهم عن دافعها لكتابة هذه الذكريات فقالت:

«يرجع الفضل فى نشر هذه المذكرات وبعثها من مرقدها إلى ابنتى الصغيرة، «ميمى» هى التى ألحت على وأسرفت فى الإلحاح حتى لم أجد مفرا من إلحاحها وإزالة الغبار عن هذه المذكرات لأبعثها إلى القراء «فيلما سينمائيا» يشهدون فى مختلف أدواره مقدار ما عانيت وقاسيت وكافحت وجاهدت فى سبيل هذه المجلة والوصول بها إلى المكانة التى ترتضيها نفسى النزاعة دائما إلى الكمال!

كانت «ميمى» تستمع ما أتذكره أنا وزملائى محررو المجلة من ذكريات الماضى، وذلك فى فترات الراحة وما أقل هذه الفترات، فكانت تنصت فى شغف وشوق إلى حديثنا فإذا ما انتهى الحديث أو حدث ما حملنا على تركه راحت تسألنى فى لهجة الساخط المتبرم، ليه يا ماما ما تنشريش المذكرات دى؟

بعدين لما أفضى! وتكرر السؤال وتكرر الجواب ولكن ميمى لا تعرف الهزيمة فما زالت بى حتى انتصرت وها هى ذى أولى صفحات انتصارها».

وهكذا ظلت الذكريات فى طى النسيان طوال 78 سنة حتى اقترحت إعادة نشرها وتحمس للفكرة المهندس «عبدالصادق الشوربجى» رئيس مجلس الإدارة فى ذلك الوقت وهكذا خرجت للنور عام 2016 ذلك العمل النادر لسيدة الصحافة روزاليوسف.