الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
شباب متهور جدًا

شباب متهور جدًا

فى الأسبوع الماضى قادتنى الصدفة وحدها للمرور على الطريق الصحراوى الغربى القاهرة - أسيوط بعد أن تمت إعادة تأهيله من جديد، وبعد أن كان يطلق عليه طريق الموت، أصبح الآن من أهم وأفضل الطرق فى مصر على الإطلاق، وكثيرون غيرى كتبوا عن هذا الطريق، سواء قبل تطويره أو بعد تطويره، خاصة بعد أن أصبح ثلاث حارات فى كل اتجاه، وهناك حارتان منفصلتان فى كل اتجاه لسيارات النقل، وأصبح الطريق مؤمنًا بشكل كبير يجعلك تفتخر بأن مصر بها مثل هذا الطريق الذى اختصر المسافة بشكل كبير بين مدن الصعيد.



وقد كنت فى طريقى إلى محافظة بنى سويف، وبالتحديد مدينة سيمسطا التى تبعد عن بنى سويف حوالى 40 كيلو مترًا، وهو ما يعنى أن المسافة من القاهرة إلى سمسيطا حوالى 150 كيلو مترًا، كانت هذه المسافة فى الماضى تستغرق ما يقرب من ثلاث ساعات، أصبحت الآن لا تستغرق بأى شكل من الأشكال أكثر من ساعتين إلا ربع خاصة إن كانت سرعة السيارة مائة كيلو فى الساعة، أما إذا كانت سرعتها 120 كيلو فى الساعة وهى السرعة المقررة، فإن الوقت يصل إلى ساعة ونصف الساعة فقط، وهو ما يدعو إلى الفخر بأن المسافة بين مدن ومحافظات الصعيد أصبحت سهلة ويسيرة بعد أن كانت قطعة من العذاب فى الماضى.

لكن الواقع أصبح يقول غير ذلك لما شاهدته فى هذه المسافة الصغيرة من تهور شباب صغير السن يقود سيارات فارهة وحديثة الموديل، ففى هذه السافة التى لا تتعدى 150 كيلو مترًا شاهدت بأم عينى وأمامى مباشرة وقوع ثلاث حوادث قاتلة منها حادث ثلاث سيارات ملاكى من السرعة الجنونية التى تخطت الـ180 كيلو مترًا فى الساعة، لم يستطيعوا السيطرة على أحدهم، فاصطدموا الثلاثة ببعض، ورأيناهم يطيرون فى الهواء على جانبى الطريق، وكأنك تشاهد فيلمًا سينمائيًا به خدعة بصرية، لأنك لا تستطيع أن تصدق ما تراه فى الواقع، وبعدها تنقلب السيارات يمينًا وشمالًا ،ثم تهوى أسفل الطريق، ويُسرع أصحاب السيارات المارة من أجل نجدة هؤلاء المتهورين دون جدوى، بعد أن توفى اثنان منهم فى الحال وأصيب الباقون بإصابات بالغة، وكان المنظر الذى حدث فى ثوانٍ معدودة كأنه كابوس صعب أن يتكرر، لكن ما هى إلا دقائق وبعد ما يقرب من 20 كيلومترًا فقط من هذا الحادث شاهدنا حادثًا آخر سببه السرعة الجنونية من سائق ملاكى متهور مع سيارة ميكروباص وبعدها بدقائق أيضًا حادث آخر بين سيارة ميكروباص وتروسيكل أيضًا بسبب السرعة الجنونية لأن الطريق من سهولته ويسره جعل الشباب صغير السن يتهور وينطلق بسرعة الصاروخ على هذا الطريق بشكل يدعو إلى الجنون وكأنه ذاهب إلى الآخرة بسرعة كبيرة وهو لا يفكر فيمن حوله أو فى أسرته التى من المفروض أنها فى انتظاره، فى السنوات الماضية كنا نلوم الحكومة لأنها لم تهتم بالطرق، ولا تهتم بجودتها وأنها سبب الحوادث المتكررة، والآن يجب أن نلوم على أنفسنا ونلوم أبناءنا المتهورين فقط، نريد من الجهات المسئولة سحب رخص من يسير بسرعة جنونية تفوق الحد على سرعته المقررة 120 كيلومترًا فى الساعة لأن البعض منهم عندما تحرر له مخالفة تجاوز سرعة يسارع فى دفعها فى الحال ويسير بنفس الطريقة الجنونية، نحتاج إعادة تأهيل نفسى لهؤلاء الشباب، ليعرف حرمة قتل النفس وحرمة إيذاء نفسه وأسرته جراء ما إذا وقع له حادث لا قدر الله وخسارة المجتمع لما يحدث على الطرق من حوادث قاتلة..

حفظ الله مصر وحفظ الله شبابنا وهداهم على أنفسهم.