الإثنين 29 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المخاطر السيبرانية 2022

المخاطر السيبرانية 2022

منذ اليوم الأول لاستخدام الحواسب الآلية والأنظمة الفنية وشبكات المعلومات والحديث عن المخاطر التى من الممكن أن تتعرض لها هذه التقنيات هو حديث لا ينتهى، فتلك المخاطر تتطور وتزيد درجة تأثيرها وحجم الخسائر الناجمة عنها كلما اعتمدنا تلك التكنولوجيات أكثر وأكثر فى كافة مناحى حياتنا وفى كافة التعاملات التى نقوم بها فهذا أمر بديهى وتزداد درجة الخطورة أيضا كلما توقفنا عن وجود أنظمة ورقية بديلة يمكن العمل بها فى حالة عطل الأنظمة الفنية المتطورة.



تلك المخاطر تبدأ بهجمات يطلق عليها «الهجمات السيبرانية» Cyber Attacks  وهى تتم من خلال أنظمة فنية ومن خلال أشخاص مدربين يطلق عليهم تعبير “المهاجمون Attackers”  أو “المخترقون” والتى بدأت النظرة إليهم والى اتجاه الخطر على أنه من خارج شبكة المؤسسة فى بادئ الأمر ثم تطورت الحال فأصبحت الاختراقات تأتى من داخل المؤسسات أيضا سواء عن قصد أو نتيجة إهمال اتباع الإجراءات الوقائية والخطوات التنفيذية اللازمة للحماية والوقاية وهو ما دعا إحدى شركات التأمين الكبرى إلى اعتبار أن الهجمات السيبرانية تمثل الخطر الأكبر على المؤسسات هذا العام متخطية المخاطر الحادثة نتيجة نقص سلاسل الإمداد أو الأوبئة أو حتى الكوارث الطبيعية وهو أمر يحتاج إلى الانتباه والفهم والاعتبار وسرعة التحرك.

تشير إحصائية أخرى تمت من خلال إحدى شركات تأمين البيانات والتى قامت باستطلاع للرأى لعدد كبير من الشركات والموظفين والذى أشارت فيه إلى أن 66% من المبحوثين يشعرون بخطورة الهجمات السيبرانية هذا العام أكثر من أى عام سبق ويرى 91% من المبحوثين أن أكثر أنواع الهجمات خطورة هو الهجوم من خلال فيروس الفدية Ransomware وهو الذى يهاجم ملفات العمل الرقمية ويشفرها فلا تستطيع المؤسسة أن تستكمل عملها وتتعطل تماما وتكون فى انتظار رسالة من المخترق والتى عادة ما يطلب فيها مبلغا كبيرا من المال حتى يقوم بإطلاق سراح الملفات مرة أخرى ويسمح للمؤسسة باستعادة العمل وهذه الاستعادة لا تزال غير مضمونة فقد يختفى المخترق بعد الحصول على المال وقد يقوم بإرجاع الملفات بالفعل ثم يقوم بإعادة الهجوم مرة أخرى بعد أيام فى حالة عدم قيام الشركة بأى إجراءات للحماية وهو ما يشكل دائرة مفرغة من الهجوم والابتزاز.

أما عن أسباب الاختراقات والهجمات فتأتى الأسباب الاقتصادية فى المرتبة الأولى تليها الأسباب السياسية مثل ضغط دولة أو مجموعة من النشطاء على مصالح دولة أخرى أو التحول إلى حرب سيبرانية قد تستمر وقد تتوقف وقد تتطور إلى حرب حقيقية بالأسلحة التقليدية.